
ربى صليعي
منذ أيام.. وتحديداً يَوم الثّامن عَشَر مِن شهر كانون الأول كان اليوم العالمي للغةِ العَربية، ولأن هذه الذِّكرى السَّنوية يجب أن لا نحصرها بيوم واحد في السنة بل يجب أن ترافقنا على مدى الأيام تقديراً للغتنا الجميلة التي تفوق بعمقها ودلالاتها معظم لغات العالم، والتي تُعبر عن حضارة الأمة العربية.
فقد صنعتْ التّاريخ، وكتبتْ الشِّعر، واستمرت عبر مئات السنين، واستطاعت بِدورِها أن تكون جِسر المُستقبل إلى عصرنا هذا.
حري بنا أن نكتب عنها كل يوم ولا تقتصر على ذكرها في يوم محدد، فهي ليست مُجرد مُناسبة بروتوكولية وإنما روح تعيش بيننا وتنبض بالحياة.
من هنا يتجلى الوفاء لِلُّغةِ الضَّاد، التي ستبقى رسالةً إلى الأجيالِ القادمة تنبض بالعطاء إلى العالم أجمع وتعرف أبناءها بفَحوى لغتهم الأمّ التي هي أساس لغات العالم أجمَع؛ فهي لغةُ القرآنِ الكريم الكريم، ولغةٌ قادرةٌ على مُواكبةِ العَصرِ الرّقمِي التي ونافست اللُّغات الأُخرى في مَيادين العِلم والتِّكنولوجيا.
من هذا المنظار يتحتم علينا أن نُحافظ عليها ونحميها؛ لكي لاتَندثِر أو يصيبها النسيان، سواءً أكانتْ الحُلول عبر التّوعيةِ بِأهميتها، بِوَصفها عنصراً مُهماً في حياتنا الثقافية، حيث لا يُمكن الاستغناء عنها في قراءاتنا عبر وسائلِ التّواصل الاجتماعي والصُّحف والمجلات والمناهج الدراسية وأن نتَبنى قضية اللُّغةِ العربية الأصيلة، بحيث نكون لها سُفراء ومُبدعين تجسد حُبِّنا لها ونتوارثها جيلاً بعد جيل، ونجعل ذكراها حاضرة في كل يوم.
فلنُحيي لغتنا الأصيلة ونقول لها كما قال الشّاعر أحمد شوقي:
إنَّ الذي مَلأ اللُّغاتِ مَحاسناً
جعلَ الجَمالَ وَسرَّهُ في الضَّادِ.
