موقع الصدى
شكّل عام 2025 محطة مفصلية في مسار الذكاء الاصطناعي، مع التطور الواضح الذي حققته نماذج الاستدلال، وتزايد الاستثمارات في برامج الذكاء الاصطناعي الوكيلة، ما أعاد رسم ملامح مستقبل هذه التكنولوجيا.
ويبرهن الذكاء الاصطناعي اليوم، قدرته على إحداث أثر عميق، إذ يقدم إسهامات ملموسة في مواجهة بعض من أكثر التحديات العالمية إلحاحاً، ولا سيما في مجالي الصحة والمناخ. ففي قطاع الرعاية الصحية بات الذكاء الاصطناعي أداة محورية في تسريع اكتشاف الأدوية وتطوير العلاجات المخصّصة، بما يعزّز من فعالية النظم الصحية ويُحسّن نتائجها، في حين يوظّف باحثو المناخ هذه التكنولوجيا، لتحسين دقّة نماذج التنبؤ بالطقس، ودعم ابتكار حلول أكثر كفاءة في مجال الطاقة المتجددة.
ومع ذلك، فإن القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي تتجاوز ما تحقّق حتى الآن، إذ تمتلك هذه التكنولوجيا طاقات هائلة، يُمكن إذا ما أُحسن توجيهها أن تُطلق موجة جديدة من الإنجازات العلمية، إضافة إلى تسريع وتيرة التحولات التكنولوجية في مختلف القطاعات الحيوية.
إلا أن هذه التحولات تشكّل في حد ذاتها الدافع الأبرز لضرورة إخضاع الذكاء الاصطناعي لدراسة دقيقة ومتأنية، فالتقدّم المتسارع قد يضاعف انتشار الآثار الجانبية السلبية غير المقصودة لهذه التكنولوجيا، وهي مخاطر مرشّحة للتفاقم على نحوٍ لافت إذا ما استمر تطور قدرات الذكاء الاصطناعي بالوتيرة الراهنة.
وبحسب تقرير نشرته مجلة “التايم”، واطّلع عليه موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، فقد أفاد عدد من المطورين خلال الصيف الماضي، بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تخطّت عتبات جديدة على صعيد المخاطر البيولوجية، حيث إنه بفضل القفزات النوعية التي تم تحقيقها في قدرات الاستدلال منذ أواخر عام 2024، تمكنت الأنظمة الذكية من معالجة مسائل معقدة في علم الأحياء، وبالتالي فإنه مع غياب الضمانات والضوابط الكافية، قد يفتح هذا التقدم المجال أمام أفراد يفتقرون إلى الخبرة المتخصصة لاستغلال المعرفة البيولوجية بطرق شديدة الخطورة، مثل تطوير أسلحة بيولوجية.
ولا يقتصر هذا الواقع على علم الأحياء وحده، بل يمتد إلى مجالات أخرى بالغة الحساسية، مثل الأمن السيبراني، إذ أن تنامي قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف الثغرات الأمنية وتحليلها قد يتحول في حال غياب الضوابط المناسبة، إلى أداة تُسهّل شن هجمات إلكترونية واسعة النطاق.
وقد برز ذلك جلياً في حوادث حصلت مؤخراً، من بينها هجوم سيبراني واسع جرى اعتراضه من قبل شركة “أنثروبيك”.
