الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

سوريا حب وانتماء وسلام

في قلب الشرق، حيث تتشابك الحكايات مع التاريخ، تقف سوريا كأرضٍ للذاكرة والهوية. ومن بين مدنها، تبرز حمص، عاصمة الثورة، شاهدةً على وجعٍ قديم وأملٍ متجدد. هنا، حيث تتلاقى الأرواح، تنبض ثلاث قلوب: حب، انتماء، وسلام.

فالحب ليس مجرد عاطفة عابرة، بل هو فعل مقاومة في وجه الانقسام. أن نحب يعني أن نرى الآخر كما نرى أنفسنا، أن نعلّم أبناءنا أن المودة ليست خياراً بل واجباً، وأن الوطن لا يُبنى بالكراهية بل بالرحمة. الحب هو أن نفتح أبوابنا للجار مهما كان دينه أو طائفته، وأن نزرع في قلوب أطفالنا أن سوريا هي بيتهم الكبير، لا أسوار الطوائف. فالانتماء هو الجذر الذي يربطنا بالأرض، بالذاكرة، وبالدماء التي سالت دفاعاً عن الكرامة. حمص لم تكن يوماً مجرد مدينة، بل كانت رمزاً لصوتٍ واحد يقول: “نحن سوريون”. الانتماء الحقيقي لا يُقاس بالهتافات ولا بالشعارات، بل بالقدرة على أن نضع الوطن فوق كل انقسام، وأن نُعلّم أبناءنا أن الهوية السورية أوسع من أي حدود مذهبية أو دينية. ف السلام ليس استسلاماً، بل هو انتصارٌ على الخوف. أن نزرع السلام في قلوبنا يعني أن نُطفئ نار الفتنة قبل أن تشتعل، وأن نُحوّل الألم إلى فرصة للتلاقي. السلام هو أن نُعلّم أطفالنا أن سوريا لا تحتاج إلى المزيد من الدماء، بل إلى المزيد من العناق، إلى مدارس تُخرّج أجيالاً تعرف أن الاختلاف ثراء لا تهديد.

فها هي سوريا، وها هي حمص، شاهدة على الثورة وعلى الأمل. هكذا كنا، وهكذا يجب أن نكون: ثلاث قلوب تنبض في جسد واحد، حب وانتماء وسلام. فلنعلّم أبناءنا أن يكونوا سوريين قبل أن يكونوا أبناء طائفة أو دين، وأن يحملوا في قلوبهم رسالة الوطن: أن سوريا لا تُبنى إلا بالحب، ولا تُحيا إلا بالسلام. ها هي سوريا، وها هي حمص، عاصمة الثورة وذاكرة الأمل، تنبض بثلاثة قلوب لا تنفصل: حب، انتماء، وسلام. ليست مجرد كلمات، بل هي روحٌ واحدة تتجسد في كل طفل يتعلم أن هويته هي سوريا قبل أن تكون طائفته أو دينه، وفي كل أمٍّ تغرس في أبنائها أن المودة هي الطريق، وفي كل أبٍ يعلّم أن الانتماء للوطن أسمى من أي شعار. الحب هو أن نفتح قلوبنا لبعضنا، والانتماء هو أن نرفع راية سوريا فوق كل انقسام، والسلام هو أن نطفئ نار الفتنة ونحوّل الألم إلى عناقٍ جديد.

ولنجعل العام القادم، عام ٢٠٢٦، طهوراً من كل الجراح، وتعافياً من كل الآلام والأوجاع، عاماً نكتب فيه صفحة جديدة لسوريا المحبة، سوريا السلام، سوريا التي انتصرت على أحقاد الأسد وأذنابه، وخرجت من رمادها لتعلن أن الدم لا يغلب الحياة، وأن الكراهية لا تهزم الحب. ليكن عاماً نزرع فيه في قلوب أبنائنا أن الوطن هو بيتهم الكبير، وأن سوريا لا تُبنى إلا بالحب، ولا تُحيا إلا بالسلام، ولا تنتصر إلا بالانتماء الصادق.

بهذا القلب الواحد، بهذا العزم، نعلن أن سوريا القادمة ليست سوريا الجراح، بل سوريا العناق، سوريا التي تعيد للثورة معناها الحقيقي: ثورة على الكراهية، ثورة من أجل الحب، ثورة من أجل السلام.

المنشورات ذات الصلة

اترك تعليق