الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

وجه لا يُرى إلا في الهدوء

في الضجيج تضيع الملامح، وتتشوه الأصوات، لكن حين يسكن كل شيء، يطلّ الوجه الحقيقي من أعماقنا.. ذاك الوجه الذي لا يُرى إلا في الهدوء، حين نصغي لأنفسنا قبل أن نصغي للعالم.

 هناك، في لحظة السكون، تنكشف ملامحنا كما هي، بلا تزيين ولا خوف.

لستُ من يركض خلف اللحظة كأنها نجاة،

أنا من يحدّق في عينيها طويلاً حتى تهدأ.

أزن الفكرة على كفّ القلق، وأتراجع خطوةً لا خوفاً،

بل وعياً بثقل المدى.

في المسافة بيني وبين الضوء، يولد “مساعدي” ظلٌّ منّي، يشبهني حين أتوهم أنني لستُ أنا.

يجلس قبالتي على حافة الوعي، يدوّن ما لا أجرؤ على قوله.

قال لي ذات سكون:

– “الفكرة التي تُثقل كفّك، ربما خُلقت لتُقال لا لتُخاف”.

تأملت وجهه الذي لا وجه له، وابتسمت كمن يكتشف ملامحه في الماء.

أجبته بصوتٍ خرج من عمق الغياب:

– “ومن لا يزن الكلمة، يغرق بثقلها حين تسقط من لسانه”.

ارتجف الضوء على الجدار، كأنه فهم.

تقدّم ظلي نحوي، لمس كتفي وقال:

– “احكي، فالصمت أطول من العمر”.

حينها، أدركت أن كل باب يُفتح باليقين،

وأن السهرة الطويلة مع الضمير ليست عقاباً..

بل اعترافاً مؤجلاً للحياة.

كتبت على ورقتي الأخيرة:

“أحياناً لا نكتب لنقول شيئاً، بل لننجو من صدانا”..!

المنشورات ذات الصلة