الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

ندوة في الجمعية الجغرافية بدمشق حول فلسفة المطر

خصصت الجمعية الجغرافية السورية محاضرتها الأسبوعية مساء أمس، للحديث عن تعامل أجدادنا العرب مع ظاهرة الأمطار وسقوط غيث السماء، عبر الأدب والأمثال والأساطير.

المحاضرة التي ألقتها الباحثة في التراث الدكتورة نجلاء الخضراء، وحملت عنوان “غيث الروح.. كيف صاغ التراث العربي فلسفة المطر”، حضرها مهتمون بالتراث والثقافة الشعبية، وتناولت المطر بين الرمز والذاكرة الجماعية، والأبعاد الرمزية والروحية للمطر في الوعي العربي، بوصفه علامة حياة وتجدد وخصب، وعنصراً حاضراً في المعتقدات الشعبية والأساطير والأمثال والأدب العربي.

وأشارت الخضراء في محاضرتها إلى أن الغيث لم يكن مجرد ظاهرة طبيعية، بل شكّل جزءاً من الفلسفة الوجودية للإنسان العربي وعلاقته بالأرض والسماء، مسلطة الضوء على حضور المطر في التراث الشفهي، من طقوس الاستسقاء، وتسميات المطر ودلالاتها، إلى ارتباطه بالمواسم الزراعية والعادات الاجتماعية.

ووجدت الخضراء أن هذا الإرث يعكس فهماً عميقاً للتوازن البيئي، ويجسد ذاكرة جماعية تناقلتها الأجيال، ولا تزال تشكل مكوناً أساسياً من الهوية الثقافية في بلاد الشام والمنطقة العربية.

وشددت الباحثة على أهمية توثيق هذا التراث اللامادي وحمايته من الاندثار، في ظل التحولات المناخية وأنماط الحياة الحديثة، معتبرة أن إعادة قراءة الموروث المرتبط بالمطر، تفتح آفاقاً لفهم العلاقة التاريخية بين الإنسان وبيئته، وتعزز الوعي بقيمة الثقافة الشعبية بوصفها رصيداً حضارياً وإنسانياً.

وتنظم الجمعية الجغرافية السورية في مقرها ببناء المدرسة الحافظية الأثري في ساحة الميسات بدمشق، ندوات ومحاضرات أسبوعية حول الظواهر الطبيعية والجغرافية وتجلياتها في مختلف شؤون الحياة.

المنشورات ذات الصلة

اترك تعليق