
الدكتور عبد الفتاح الحميدي
في عصرٍ تتسارع فيه الإشعارات أكثر من دقات قلوبنا، أصبح الإنسان يعيش في حالة استنفارٍ دائم، يلهث بين شاشةٍ وأخرى، حتى فقد إدراكه البسيط لما يعنيه أن يهدأ العقل.
لم تعد المشكلة في “كثرة المعلومات”، بل في غياب المساحة الذهنية لاستيعابها.
إن ما نواجهه اليوم هو ما أسميه بـ “الإرهاق الرقمي للعقل” — حالة من التعب الذهني المستمر تنتج عن التعرّض المفرط للمثيرات الرقمية دون فترات راحة نفسية حقيقية.
العقل المرهق رقميًا لا يهدأ حتى أثناء النوم، إذ تبقى الصور والرسائل والمقاطع عالقة في اللاوعي، فتنعكس على المزاج، والتركيز، والنوم، وحتى العلاقات الإنسانية.
ولعل أخطر ما في هذا الإرهاق أنه يتسلل بصمت، فلا يشعر الإنسان بأنه مريض، بل يظن أنه فقط “مشغول”.
ما الحل؟
امنح نفسك “فترات صمت رقمي” كل يوم، حتى لو لخمس عشرة دقيقة.
أعد تدريب دماغك على التركيز عبر القراءة أو التأمل.
حدّد ساعات لاستخدام الهاتف، واغلق الإشعارات غير الضرورية.
والأهم: استعد تواصلك الواقعي مع ذاتك ومع من تحب.
لقد آن للعقل أن يستعيد هدوءه، وللإنسان أن يتذكّر أن التكنولوجيا وجدت لتخدمه، لا لتستعبده
الدكتور عبد الفتاح الحميدي- استشاري العلاج النفسي-
رئيس مركز ذات الدولي للتدريب والاستشارات النفسيةورئيس جمعية دوبامين للتنمية
