الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

سوريا تنهض من جديد.. شعبٌ صمد ودولةٌ تنتصر

لم يكن صمود الشعب السوري حدثاً عابراً في سجلّ الأزمات، بل كان مساراً طويلاً من التحدي والإصرار، وعلى امتداد سنواتٍ ثقيلة، ظلّ السوريون يتمسّكون بحقهم في الحياة والكرامة، ويواجهون حصاراً سياسياً واقتصادياً حاول أن يخنق أحلامهم ويقيد مستقبلهم.

 واليوم، ومع إلغاء قانون قيصر على المستوى الخارجي، تتجدد ملامح الانتصار، ليس للدولة فحسب، بل لروح الشعب التي لم تنكسر.

انتصار الشعب.. البداية التي صنعت التحوّل حين واجه السوريون النظام البائد، لم تكن معركتهم سياسية فقط، بل كانت معركة وعي ووجود. انتصروا لأنهم رفضوا الاستسلام، ولأنهم آمنوا بأن سوريا تستحق حياة أفضل من الفساد والظلم والارتهان. هذا الانتصار الشعبي كان الأساس الذي بُني عليه كل ما تلاه من تحولات، وهو الذي أعاد تشكيل الوعي الوطني وأعاد تعريف معنى الدولة في وجدان الناس.

إلغاء قانون قيصر خطوة تتجاوز السياسة حيث يمثل هذا الإلغاء حدثاً مفصلياً في مسار التعافي السوري، فالقانون الذي أثقل حياة المواطنين لسنوات، وقيّد حركة الاقتصاد، وعمّق معاناة الأسر، كان أحد أبرز أدوات الضغط الخارجي، ومع رفعه، تتقدم الدولة خطوة جديدة نحو استعادة دورها الإقليمي والدولي، وتفتح الباب أمام انفراجات اقتصادية طال انتظارها.

لكن الأهم من ذلك أن هذا التطور يعكس اعترافاً دولياً بأن سوريا قادرة على العودة إلى الساحة من موقع قوة، وأن محاولات عزلها لم تعد قابلة للاستمرار.

بين الداخل والخارج إرادة واحدة، فما يجري اليوم ليس مجرد حدث سياسي منفصل، بل هو امتداد طبيعي لمسار طويل من الصمود الشعبي. فالدولة التي تستعيد موقعها الخارجي هي نفسها التي تستند إلى شعبٍ أثبت أنه أقوى من الحصار، وأكبر من كل محاولات الإضعاف.

إن انتصار الدولة في الخارج هو انعكاس مباشر لانتصار الشعب في الداخل. كلاهما وجهان لإرادة واحدة: إرادة البقاء، وإعادة البناء وصياغة مستقبل يليق بتضحيات السوريين.

إلغاء قانون قيصر ليس نهاية الطريق، لكنه بداية مرحلة جديدة. مرحلة تُبنى فيها الثقة، وتُستعاد فيها الحياة الاقتصادية، ويُعاد فيها الاعتبار لأحلام السوريين التي لم تتوقف يوماً، وما بين انتصار الشعب على النظام البائد، وانتصار الدولة في ساحات السياسة الدولية، تتشكل اليوم قصة جديدة لسوريا.. قصة عنوانها: إرادة لا تُهزم.

المنشورات ذات الصلة

اترك تعليق