
قراءات: خالد الغزي
كرم أهل تدمر عبق التاريخ وروح المدينة العريقة في كل البيوت، كان الكرم ينتظر أن يصل اي ضيف أو عابر سبيل ليجد بحب طبق طهي في مطابخ الكرم.
روائح الخبز الطازج والزعتر والقهوة العربية تملأ المكان لكن الأهم أن القلوب مفتوحة لأن الضيوف في تدمر لا يستقبلون فقط بالطعام بل بالدفء والابتسامة والكلمة الصادقة والترحاب الذي يجعل كل من يطرق الباب يشعر وكأنه في بيته حين يصل الضيوف، ويطرقون الباب تفتح الأبواب ويخرج الجميع للترحيب من القلب قبل الكلام:
“حولوا.. تفضلوا.. حياكم الله… الدار داركم”.
ابتسامات حقيقية، وعيون تلمع بالود، تجعل الأجواء كلها تنبض بالمحبة.
ثم تأتي القهوة العربية تسكب في فناجين صغيرة ويرافقها حديث لطيف عن المدينة، عن الذكريات وعن الأيام الجميلة، كل رشفة تقول: “حيا الله الضيوف … حيهم والله”.
بعد قليل يصل الطعام، “منسف لحم ورز مطهو بعناية مع لمسات بسيطة من اللوز والصنوبر “.
أهل تدمر لا يقيسون الطعام بالكيلوغرامات، بل بصدق العطاء ودفء القلوب وصدق الترحيب، يجلس الجميع على الأرض حول الوليمة وتتداخل الأحاديث والضحكات وكأن المكان كله أصبح قلباً واحداً ينبض بالمحبة والود، وعندما يحين وقت الوداع يُحمِل الضيف بعناقيد التمر ومؤونة من الزيتون ودبس الرمان والكشك، ويودع بنظرات وعبارات مليئة بالمحبة والحنان.
“لا تبتعدوا، لا تغيبوا طويلاً.. حضوركم شرفنا ونورتوا بيتكم.. أمانة لا تطولوا علينا”.
هكذا يمارس أهل تدمر طقوس الكرم كل يوم، ليلاً ونهارأ، ليس كعادة عابرة بل كروح تسكن في القلوب وطبق يقدم لكل ضيف لدرجة تجعل الضيف يحس أنه صاحب البيت وهم الضيوف، والنعم من أهلي، أهل الكرم والطيب.
منقول.. بتصرف
