موقع الصدى
سوريا تعود إلى خريطة الاتصالات العالمية من بوابة “إكسباند نورث ستار 2025”.
في خطوة تحمل دلالات إستراتيجية وإقتصادية كبرى، سجلت سوريَة حضورها الأول في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب تجاوز 15 عاماً، وذلك من بوابة معرض (إكسباند نورث ستار 2025)، الذي انطلق اليوم في دبي، ويستمر حتى يوم 15 من أكتوبر الجاري.
لا تُمثل هذه المشاركة مجرد عودة رمزية، بل تعكس إرادة قوية لتوحيد جهود الخبرات السورية العالمية والمحلية واستخدام التكنولوجيا كأداة رئيسية لإعادة بناء الإقتصاد الرقمي وتأمين مكانة محورية على خريطة الاتصالات الإقليمية.
ويزخر الجناح السوري، الذي انطلق ضمن أكبر فعالية للشركات الناشئة والمستثمرين، بحزمة من المبادرات التقنية، التي تسعى إلى ربط الكفاءات المحلية بالأسواق العالمية، مؤكداً أن المستقبل الرقمي لسوريَة سيبنى على جهود أبنائها وشراكاتهم العالمية.
تكاتف الجهود السورية لبناء منظومة رقمية:
يأتي الحضور السوري في معرض (إكسباند نورث ستار 2025)، الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي، وتستضيفه غرفة دبي للإقتصاد الرقمي في (دبي هاربور)، بدعم من منظمة (سينك) SYNC غير الحكومية. وتُعدّ هذه المشاركة أول حضور رسمي لسوريَة في حدث تكنولوجي عالمي بعد سنوات طويلة من الغياب، مما يشكل نقطة تحول نحو الانفتاح على المنصات العالمية.
وتعليقاً على هذه المشاركة، قالت نور الخطيب، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة (SYNC): “يمثل الجناح السوري في هذا الحدث أول حضور رسمي لسوريَة في فعالية تكنولوجية عالمية منذ أكثر من عقد ونصف، وهو خطوة رمزية نحو إعادة ربط الكفاءات السورية بمنظومة الابتكار العالمية”.
وأضافت “تهدف منظمة (SYNC) إلى توفير 25 ألف فرصة عمل في مجال التكنولوجيا للسوريين خلال السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب برامج تدريبية ومبادرات لبناء القدرات التقنية للشباب”.
وأشارت الخطيب إلى أن منظمة (SYNC) تأسست حديثاً في الولايات المتحدة كمنظمة غير ربحية، وتسعى إلى ربط الخبرات السورية المنتشرة في وادي السيليكون والعواصم العالمية بنظرائهم داخل سوريَة، لتبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا الحديثة.
شبكة عالمية للكفاءات السورية:
أوضحت الخطيب أن منظمة (SYNC) توسعت بنحو لافت لتشمل اليوم فروعاً ومجموعات عمل فاعلة في برلين، ولندن، ودبي، والرياض، وبرشلونة وسوريَة، مؤكدة أن جميع المشاركين هم متطوعون يسعون إلى توحيد الجهود السورية في قطاع التكنولوجيا وبناء منظومة رقمية قادرة على المنافسة إقليمياً وعالمياً.
كما أكدت الخطيب أن المشاركة السورية تحظى بدعم من مجلس الأعمال السوري الأمريكي وعدد من الشركات التقنية، مشيرة إلى أنها جاءت ثمرة جهود تطوعية بالكامل من السوريين المقيمين في دولة الإمارات، مما يعكس الرغبة الحقيقية في بناء منظومة رقمية سورية قادرة على المنافسة إقليمياً وعالمياً.
مشاريع إستراتيجية تعيد سوريَة محوراً رقمياً إقليمياً:
لم تقتصر المشاركة على عرض الشركات الناشئة فحسب، بل شملت عرض مجموعة من المشاريع الوطنية الطموحة التي تحمل إمكانيات تغيير قواعد اللعبة على المستوى الإقليمي، وأبرزها مشروع سيلك لينك (Silk Link)، وبرق نت، وهي مشاريع تهدف إلى تحسين أداء الشبكات الرقمية وتوسيع نطاق الاتصال بالإنترنت ليشمل جميع المناطق السورية بمستويات أداء تضاهي المعايير العالمية.
وقد وصف محمد الكسواني، المسؤول في منظمة (SYNC) في دبي، مشروع (سيلك لينك) بأنه مشروع إستراتيجي حيوي لربط كابلات الألياف الضوئية بين أوروبا وآسيا. مشيراً إلى أن المشروع يهدف إلى جعل سوريَة محوراً إقليمياً لشبكات الاتصالات، مما يسهم في رفع كفاءة وسرعة الإنترنت محلياً وإقليمياً، مستغلاً الموقع الجغرافي الإستراتيجي للبلاد.
كما لفت الكسواني إلى عرض مشروع آخر، وهو مشروع (برق نت)، الذي يهدف إلى تحسين أداء الشبكات الرقمية وتوسيع نطاق الاتصال بالإنترنت ليشمل جميع المناطق السورية بمستويات أداء تضاهي المعايير العالمية، إضافة إلى عرض مبادرات حكومية وخاصة لدعم ريادة الأعمال الرقمية والمشاريع الناشئة.
وأكد الكسواني أن المشاركة في (إكسباند نورث ستار 2025) تمثل فرصة فريدة لا تُعوّض لإبراز القدرات السورية في التكنولوجيا والابتكار أمام جمهور عالمي من المستثمرين والشركات الكبرى. وشدد على أن هذا الوجود السوري في أكبر منصة تقنية في العالم يعكس إرادة حقيقية وراسخة للانفتاح، والتعاون، وإعادة بناء إقتصاد رقمي حديث وقوي.
ويُعدّ معرض (إكسباند نورث ستار) منصة رئيسية ضمن فعاليات جيتكس جلوبال 2025، ويجمع أكثر من 2000 شركة ناشئة و40 شركة يونيكورن (مليارية) و1200 مستثمر من 180 دولة، مما يجعله مركزاً عالمياً لتبادل الأفكار والفرص في مستقبل الإقتصاد الرقمي والتقنيات الناشئة.
وبينما يتطلع العالم إلى فرص النمو والتمويل في دبي، تضع المشارَكة السورية التكنولوجيا في خدمة هدف أسمى، وهو: تنشيط الإقتصاد وتعزيز المكانة المحورية في شبكات الاتصالات الإقليمية.
