الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

ندوة ثقافية حول نضال المفكر الفلسطيني الراحل سلامة كيلة في دمشق

احتفاءً بتاريخه وعمله وفكره النضالي أطلق منتدى سلامة كيلة الثقافي بدمشق اليوم ندوته الافتتاحية، والتي استحضر فيها إرث هذا الكاتب والمفكر الفلسطيني الراحل، وكفاحه لإشعال دروب الحرية والوعي في الأجيال القادمة.

الندوة التي حملت عنوان “لماذا سلامة كيلة الآن؟” وأدارتها ملك الشنواتي، شهدت حواراً بين ذاكرة نضال الراحل بمناسبة ذكرى رحيل هذا المفكر، تحدثت فيها زوجته ورفيقة دربه المهندسة الكاتبة “ناهد بدوية” عن أهم مراحل النضال التي خاضها زوجها من داخل منزلهما، الذي كان فضاءً نابضاً بالحوار والنشاطات الفكرية والسياسية، المناهضة للأسد الأب والابن منذ ثمانينات القرن الماضي، والذي كلفه الاعتقال لمرات عدة.

وعرّفت بدوية عن المنتدى الذي يهدف لإقامة أنشطة ثقافية تفاعلية تهدف لنشر التراث الثقافي السوري، وتكريم المناضلين، تخليداً لذكرى سلامة، لافتةً إلى انتساب أعضاء من جيل الشباب إلى المنتدى، من سوريا ولبنان والأردن.

سلامة كيلة وسنوات السجن

وفي استذكار لمعاناته خلال سنوات الاعتقال تحدث صديقه المحامي والكاتب والمعتقل السياسي محمود عيسى، عن اعتقلته من قبل عناصر الأمن في زمن الأسد الأب للمرة الأولى بسبب كتابته بياناً شديد اللهجة رداً على اعتقال أحد رفاقه، مبيناً أن الراحل ظل يمارس نشاطه الفكري وهو في المعتقل، وكتب مسودة لخمسة كتب.

وأشار عيسى إلى أن سلامة تزوج المعتقلة السياسية والمناضلة ناهد عام 1998، واحتفلوا وهم داخل السجن مع باقي الرفاق المعتقلين بعقد قرانهما، وبعدها تم نقلهم إلى سجن تدمر حيث العقاب الأكثر قساوة وألماً وإخضاعاً وإذلالاً للسجناء، إلا أنهم كانوا يساندون بعضهم جداً ولو بالإشارات البعيدة للنهوض ولتجاوز كل ذلك.

وعندما اندلعت الثورة السورية عام 2011 كان سلامة في المقدمة، وفقاً لعيسى، ولم يخلُ منزله يوماً من النشاطات السياسية، وتأليفه ثلاثة كتب ذات صلة بما يجري، إلى أن اعتُقل بسبب اندماجه في الثورة، وعندما خرج تم ترحيله قسرياً إلى الأردن حتى وفاته هناك.

أما مروان غازي الناشط السياسي وصديق الراحل فأشار إلى التزام سلامة بقضية وطنه الأساسية المتمثلة بالصراع مع الصهاينة، وهو ما عبّر عنه في كثير من أعماله بالصحافة والأدبيات المختلفة، فهو من أسرة مناضلة ومؤسسة للثورة الفلسطينية، فضلاً عن التزامه تجاه العروبة والإسلام اللذين يرتبطان ارتباطاً عضوياً وثيقاً بينهما.

تلاحم القضيتين الفلسطينية مع السورية

وخلال المداخلات التي أعقبت الندوة، أكد عددٌ من أصدقاء المفكر سلامة أنه كان كاتباً عربياً شكلت القضية القومية أساساً لديه، كما كان مدافعاً شرساً لجهة الحريات والديمقراطية والطبقة الكادحة، وأكد كثيراً تلاحم القضية السورية مع القضية الفلسطينية ونضالهما المشترك ضد الاستعمار والاستبداد.

المنشورات ذات الصلة