الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

الهواتف الذكية وخطورتها على صحة العين وطرق التخفيف من خطرها

نحن نعتمد على هواتفنا الذكية في كل جوانب الحياة تقريباً، من أجل البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء، ومتابعة آخر الأخبار، وحتى من أجل العمل والتعليم. لقد أصبحت هواتفنا الذكية ضرورة يومية، لكن استعمالها لا يخلو من المخاطر، خاصة عند استخدامها لفترات طويلة. هناك بعض المشكلات الرئيسية المرتبطة بالجلوس الطويل أمام الشاشات، سواء كان ذلك على الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول، وقد يكون أغلبنا على دراية بإجهاد العين الرقمي، والذي يُشار إليه أيضاً باسم متلازمة رؤية الحاسب، وهي مجموعة من المشاكل المتعلقة بالعين أو الرؤية والتي تنشأ بسبب استخدام الشاشات لفترات طويلة من الوقت.

تعتبر الإضاءة السيئة ووهج الشاشات من أهم العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث التأثيرات السلبية للصحة العامة عموماً وصحة العين خصوصاً، من إجهاد العين إلى عدم وضوح الرؤية وجفاف العينين، بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بالعين، تؤثر الهواتف الذكية على أنماط النوم وجودته. تصدر الهواتف الذكية نوعاً من الضوء الأزرق يفسره العقل على أنه ضوء النهار. يمنع هذا الضوء الأزرق إفراز الميلاتونين، هرمون النوم الطبيعي الذي تنتجه الغدة الصنوبرية، والذي يتحكم بدورة النوم واليقظة في الحالة الطبيعية.

اكتشف العلماء أنه يمكن للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات أن يؤدي إلى التنكس البقعي، والذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر. يحدث التنكس البقعي نتيجة موت الخلايا العصبية المستقبلة للضوء في شبكية العين. وعندما تموت هذه الخلايا المستقبلة للضوء، لا تتجدد مرة أخرى. تم تعريض خلايا أخرى في الجسم للضوء الأزرق مثل خلايا القلب وخلايا الجلد والخلايا العصبية، وثبت أن هذا التعرض أدى لتأثيرات سلبية أيضاً، في حين أن تعريض الخلايا للضوء الأخضر أو الأصفر أو الأحمر لا يؤدي لنفس التأثيرات السلبية التي يسببها الضوء الأزرق. ترجع هذه الظاهرة إلى أن الضوء الأزرق له طول موجي أقصر مقارنةً بالألوان الأخرى، ونتيجة لذلك، لديه طاقة أكبر. يمكن أن تكون الطاقة الزائدة هي السبب في أذية شبكية العين. ولا يزال من غير الواضح حتى الآن مقدار الضوء الأزرق والمدة اللازمة للتعرض لحدوث تلف في الخلايا.

هناك قلق بشأن التأثيرات طويلة المدى للتعرض للشاشات، خاصة عند قضاء وقت طويل أمام الشاشة عندما تكون قريبة جداً من العينين، ونظراً لأن العين غير قادرة على حجب الضوء الأزرق، يمر كل الضوء الأزرق المرئي تقريباً عبر القرنية والعدسة ويصل إلى شبكية العين ويؤثر عليها. قد يؤدي التعرض المستمر للضوء الأزرق إلى تلف خلايا الشبكية والتسبب في مشاكل تتعلق بالرؤية، من أهمها التنكس البقعي. يمكن أن يساهم التعرض للضوء الأزرق أيضاً في حدوث الساد وأورام العين، وتظهر الأبحاث أن الأطفال أكثر عرضة للخطر من البالغين لأن عيونهم تمتص المزيد من الضوء الأزرق من الأجهزة الرقمية والهواتف الذكية.

يتشتت الضوء الأزرق عالي الطاقة ذو الطول الموجي القصير بسهولة أكبر من الضوء المرئي الآخر، ونظراً لأن شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية تصدر الكثير من الضوء الأزرق، فإن الأشعة المرئية غير المركزة تقلل التباين ويمكن أن تساهم في إجهاد العين الرقمي.

يميل الناس أيضاً إلى الرمش بشكل أقل عند استخدام شاشات الهواتف الذكية، ما يساهم في جفاف العين وإجهادها. تشمل العلامات الشائعة الأخرى لإجهاد العين الصداع وعدم وضوح الرؤية وآلام الرقبة والكتف.

يمكن أن تساعد نظارات الحماية في حماية العين من إجهاد العين الرقمي الناتج عن التعرض المفرط للأشعة التي تطلقها الهواتف الذكية. يمكن للنظارات أيضاً أن تساعد الأشخاص على النوم، والحصول على نوم أكثر راحة. نظرياً، تقلل عدسات فلترة الضوء الأزرق المتوفرة الآثار السلبية دون التأثير على الرؤية. قد تزيد نظارات الكمبيوتر ذات العدسات باللون الأصفر من الراحة عند مشاهدة الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة من الزمن.

إذا كنت تقضي الكثير من الوقت في استخدام الأجهزة الرقمية ولاحظت إجهاد العين الرقمي، فقد تكون نظارات الضوء الأزرق مفيدة. قد تكون نظارات الضوء الأزرق مفيدة أيضاً إذا كنت تواجه مشاكل في النوم.

تفعيل فلاتر الضوء الأزرق لهاتفك الذكي وجهازك اللوحي وشاشات الكمبيوتر، قد يمنع التعرض للكثير من الضوء الأزرق التي تصدرها هذه الأجهزة، ومن أهم هذه الفلاتر:

الوضع الليلي: من أسهل الطرق لجعل هاتفك يتكيف مع مقدار السطوع في الليل هو استخدام الوضع الليلي. يستخدم الوضع الليلي ألواناً أكثر اعتدالاً على الشاشة بدلاً من الألوان البيضاء الساطعة لتقليل التعرض لإجهاد العين، وقد يكون لهذه الميزة اسم مختلف من هاتف لآخر.

الوضع المظلم: هو نسخة ليلية سوداء بالكامل لشاشة هاتفك الذكي. بدلاً من الاضطرار إلى خفض درجة السطوع ليلاً، يمكنك استخدام الوضع المظلم، والذي يستخدم خلفيات سوداء تكون أكثر إراحة لعينيك ويجب أن تسهّل عليك النوم. يمكنك تمكين الوضع المظلم على مستوى النظام في قائمة الإعدادات.

السطوع: قد تكون أبسط طريقة لتقليل تعرضك للضوء المنبعث من هاتفك الذكي هي ضبط إعدادات السطوع في هاتفك بحيث يكون أكثر سطوعاً عندما تحتاج إليه فقط كما هو الحال عندما تكون في الشمس ويكون أقل سطوعاً عند استخدام الهاتف ليلاً أو داخل المنزل.

قد يؤدي استخدام الهاتف الذكي لفترة أطول إلى زيادة احتمالية ظهور بعض أمراض العين، بما في ذلك أسواء الانكسار مثل قصر النظر، ووهن البصر، وأمراض الملتحمة، خاصةً عند الأطفال. وبالتالي، فإن تنظيم وقت الاستخدام وتقييد الاستخدام المطول للهواتف الذكية قد يمنع حدوث هذه الأعراض البصرية، وإحدى أهم النصائح عند الاستخدام المطول للشاشات هي قاعدة 20.20.20: أرح عينيك كل 20 دقيقة، انظر إلى مسافة 20 قدماً لمدة 20 ثانية. توقف كل ساعتين على الأقل وخذ استراحة لمدة 15 دقيقة.

المنشورات ذات الصلة