أصبح التعليم في العصر الحديث مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالتكنولوجيا، حيث فتحت الأدوات الرقمية آفاقًا واسعة أمام العملية التعليمية. فقد انتقل التعليم من نمط التلقين التقليدي إلى بيئة تعليمية تفاعلية، تعتمد على تقنيات مثل التعليم الإلكتروني، الواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي.
ساهمت التكنولوجيا في جعل التعليم أكثر شمولًا، إذ أصبح بإمكان الطلاب في أي مكان من العالم الوصول إلى دورات تعليمية متقدمة عبر الإنترنت. كما مكنت المنصات التعليمية المفتوحة من توفير محتوى علمي متاح للجميع، ما ساهم في تقليص الفجوة المعرفية بين الدول النامية والمتقدمة.
من ناحية أخرى، ساعدت التكنولوجيا في تطوير أساليب التدريس. فلم يعد الطالب متلقيًا سلبيًا، بل أصبح مشاركًا فاعلًا من خلال أنشطة تفاعلية، ومحاكاة افتراضية، وألعاب تعليمية. كما تمكن المعلمون من استخدام البيانات الضخمة لتحليل أداء الطلاب وتقديم الدعم المناسب لكل فرد.
لكن رغم هذه المزايا، يظل التحدي قائمًا في تحقيق العدالة التعليمية، إذ لا تزال هناك مناطق تفتقر إلى البنية التحتية الرقمية. كما يواجه المعلمون تحديات في مواكبة الأدوات الحديثة وتوظيفها بفاعلية.
بالمحصلة، فإن التكنولوجيا جعلت التعليم أكثر مرونة وفعالية، لكنها تحتاج إلى استراتيجيات شاملة لضمان أن يستفيد منها الجميع بشكل متساوٍ.
عرض: م. حلا درويش
