الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

لقد فعلها زهران ممداني وأصبح عمدةً لنيويورك

في خطوة تعد انتصاراً تاريخياً للديمقراطية وتحدٍياً للهيمنة التقليدية، اكتسبت صدى واسعاً على المستوى الدولي، فاز المرشح الديمقراطي الاشتراكي الشاب زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، أكبر المدن الأميركية والعالمية التي يزيد عدد سكانها على ثمانية ونصف مليون نسمة، متجاوزاً منافسه البارز أندرو كومو بأكثر من 50% من الأصوات، في انتصار يُعدّ رسالة قوية ضد سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتحدياً صريحاً للنفوذ التقليدي لللوبيات السياسية والمالية التي لطالما سيطرت على المشهد الانتخابي الأميركي، ويُعتبر ممداني أول مسلم وأول أميركي من أصول جنوب آسيوية يتبوأ هذا المنصب، إضافة إلى كونه أصغر عمدة في تاريخ المدينة منذ أكثر من مئة عام، كما يعكس فوزه تعاطف قطاعات واسعة من المجتمع الأميركي مع قضايا الشرق الأوسط وخصوصاً القضية الفلسطينية، ويجذب تأييداً ملحوظاً من الجاليات العربية والمسلمة في نيويورك، حيث برزت دعوات شعبية لمساندته لمواقفه تجاه حقوق الفلسطينيين ووقوفه ضد الحرب في غزة، في حين ركزت حملته الانتخابية على قضايا اقتصادية واجتماعية حيوية شملت تجميد الإيجارات للوحدات السكنية ذات الإيجار المستقر، وتحسين ظروف النقل العام عبر جعله مجانياً، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولاراً في الساعة بحلول عام 2030، إلى جانب خطاب شامل وجامع لكل شرائح المجتمع، مؤكداً أن نيويورك مدينة للجميع وأن الديمقراطية تعني مشاركة كل المواطنين في صنع القرار بغض النظر عن خلفياتهم وأصولهم، ويواجه ممداني، على الرغم من النجاح الكبير، تحديات كبيرة تتمثل في إدارة ميزانية المدينة الضخمة، والتنسيق مع الحكومة الفيدرالية والولاية، إضافة إلى التعامل مع الضغوط السياسية الداخلية والخارجية التي قد تنشأ نتيجة مواقفه بشأن السياسة الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط، إلا أن فوزه يرسخ رمزية دولية للتغيير الديمقراطي ويعطي إشارات قوية للشرق الأوسط بأن إرادة الشعوب المهمشة والمهاجرة يمكن أن تؤثر على الساحة السياسية الأميركية والعالمية، كما يشكل مثالاً عملياً يثبت قدرة المجتمعات المتنوعة على كسر الهيمنة التقليدية للسياسيين القدامى وإحداث تحول ملموس في المشهد السياسي الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية.

أخيراً.. نقول: لقد فعلها (صهر سورية) ويحق أن نقدم له التبريكات!

المنشورات ذات الصلة