الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

مايسترو الاتحاد يسرق قلوب الجماهير وعقل كونسيساو

في وقت امتلأ بالنجوم اللامعين والأسماء الثقيلة، خرج من بين الصفوف لاعب لم يكن في دائرة الأضواء، لكنه سرعان ما خطف الأنظار بجرأته وهدوئه وثباته مع اتحاد جدة في كافة المسابقات هذا الموسم.

محمدو دومبيا، الوافد الذي جاء في صمت، تحوّل خلال أسابيع قليلة إلى قلب نابض في وسط اتحاد جدة، يُحرك الإيقاع ويكسر النسق ويمنح فريقه التوازن بين القوة والجمال.

لم يحتج دومبيا إلى كثيرٍ من الوقت أو التصريحات الرنانة ليثبت نفسه، حيث أظهر مستويات مبهرة وشخصية صلبة جعلت الجماهير تهمس باسمه قبل أن تهتف به.

بدا وكأنه يفهم روح الاتحاد أكثر من أي وافد جديد؛ لا يهاب الالتحامات، ولا يخطئ في التمرير، ولا يتراجع حين يشتد الصراع، إنه نوع اللاعبين الذين يولدون ليكونوا جزءاً من هوية الفريق، لا مجرد رقمٍ في قائمته.

كان التعاقد مع دومبيا بمثابة مفاجأة غامضة للجميع، بعدما ارتبط اسم الاتحاد بضم العديد من النجوم الكبار في وسط الملعب.

ولكن الإدارة الرياضية، قررت استثمار مبلغ بسيط في لاعب شاب بإمكانيات فنية وبدنية جيدة، حيث تم الاتجاه لضم دومبيا من رويال أنتويرب البلجيكي، مقابل 16 مليون يورو فقط.

البعض كان يخشى فشل اللاعب في التأقلم مع أجواء الكرة السعودية، خاصة وأنه لا يزال صغيراً، ولم يتمتع بخبرات كافية، في الوقت الذي عانى فيه العميد من تراجع النتائج المحلية وسوء الأحوال الإدارية.

قرر المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو منذ قدومه الاعتماد على دومبيا بصورة أساسية في مركز لاعب الارتكاز، مستغلاً قدراته الفنية والبدنية.

وخاض دومبيا 4 مباريات من أصل 6 تحت قيادة كونسيساو، ونجح في أن يكون أحد أهم الركائز الأساسية في الفريق.

ويتمتع دومبيا بمزيج نادر من القوة البدنية والذكاء التكتيكي، يجعله أشبه بالمحرك الصامت في منظومة اتحاد جدة.

قدرته على قراءة اللعب قبل وقوعه تمنحه أفضلية في افتكاك الكرة وقطع خطوط التمرير، بينما تميّزه في التمرير العمودي السريع يجعل منه نقطة التحول بين الدفاع والهجوم.

حتى الجماهير المنافسة اعترفت بتميزه، مؤكدة أن ما سيقدمه من نضج تكتيكي وهدوء ذهني لا يُرى عادة في لاعبٍ لم يمضِ سوى أسابيع قليلة في الدوري السعودي.

المنشورات ذات الصلة