الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

متى ينتهي عبث المتلاعبين في بلدان العرب؟

للإجابة على هذا السؤال، وبعد مراجعة التقارير والكتابات والأفعال التحريضية يتضح لنا أن عبث الأقوياء في الشرق الأوسط لن ينتهي ما لم تتوحد الإرادة العربية، وتُبنى أنظمة سياسية واقتصادية مستقلة وقوية قادرة على مقاومة التدخلات الخارجية ومخططات التقسيم.

وإذا ما تعمقنا أكثر يبرز الواقع الجيوسياسي للمنطقة العربية حيث يكشف عن سلسلة طويلة من التدخلات الأجنبية التي استهدفت تفكيك الدول وإضعافها، عبر استغلال الانقسامات الطائفية والعرقية، ودعم مشاريع انفصالية، وتغذية الصراعات الداخلية.

 وبنظرة تحليلية على جذور هذه الأزمة وسبل التصدي لها، يتضح لنا أن جذور هذه التدخلات ومخططات التقسيم هي مخططات تاريخية ممنهجة منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث ظهرت مشاريع مثل “مبدأ أيزنهاور” و”الشرق الأوسط الكبير” و”الفوضى الخلاقة”، التي سعت إلى إعادة رسم خريطة المنطقة على أسس طائفية وعرقية، وبالطبع يبدو دور إسرائيل والمصالح الغربية هو المحوري في هذا المجال إذ تسعى هذه المخططات إلى ترسيخ تفوق إسرائيل في المنطقة، وتهميش القضية الفلسطينية، وتحويل الدول العربية إلى كيانات ضعيفة تدور في فلك المصالح الغربية.

كل ذلك يترافق مع استغلال الأزمات الداخلية في عدد كبير من البلدان العربية حيث تجد التدخلات غالباً بيئة خصبة في الدول التي تعاني من هشاشة سياسية أو صراعات أهلية، كما حدث في العراق، ليبيا، سوريا.

وإذا تساءلنا كيف نتصدى لهذا العبث علينا السير بعدة طرق أهمها:

1- تعزيز الوحدة الوطنية

عبر بناء دولة المواطنة التي تضمن الحقوق للجميع دون تمييز طائفي أو عرقي.

2- إصلاح الأنظمة السياسية لتكون أكثر تمثيلاً لشعوبها، وأكثر شفافية ومساءلة، مما يقلل من فرص التدخل الخارجي.

3- إحياء المشروع العربي المشترك, من خلال تفعيل دور جامعة الدول العربية، وتشكيل تحالفات إقليمية حقيقية قائمة على المصالح المشتركة.

4- الاستثمار في التعليم والوعي، الأمر الذي يقود لمواجهة الخطابات الانفصالية والطائفية، وتعزيز الهوية الجامعة.

5- التحرر من التبعية الاقتصادية، وهذا يتم عبر تنويع مصادر الدخل، وبناء اقتصاد إنتاجي مستقل.

وإذا ما كررنا السؤال مرة أخرى: هل من أمل؟

الجواب: نعم، فالتاريخ يثبت أن الشعوب قادرة على تجاوز محنها حين تتوحد إرادتها، ورغم تعقيد المشهد، فإن فشل بعض مشاريع التقسيم، كما في العراق وسوريا، يثبت أن المقاومة ممكنة، وأن الوعي الشعبي ما زال حياً وإن شعباً انتفض على الظلم الداخلي عشرات السنوات قادر على بناء نفسه من جديد ليتصدى لكل المؤامرات والتدخلات الخارجية ويعيد بناء دولته من جديد.

المنشورات ذات الصلة

اترك تعليق