
د. بسام الخالد
في زمن الحروب، تتلاشى الحدود بين المتناقضات، فيغدو الصدق كذباً، والحب كراهية، والغنى فقراً، والفرح حزناً، والتفاؤل تشاؤماً، والأمل يأساً، وحتى الحرب والسلام يتبادلان الأدوار.
يصبح القلق هو العنوان العريض، يطغى على كل شعور إيجابي، ويغمر النفوس حتى يغيب عنها الأمل.
هذه الحالة من التحوّل الاجتماعي تتجلى بوضوح في الأزمات، حيث تخترق بنية العلاقات الاجتماعية بكل تشعباتها، وتحوّلها إلى بيئة خصبة لإنتاج القلق، مما يؤدي إلى اضطراب في السلوك الفردي والجماعي. ومع انتهاء الحرب، لا تعود الأمور إلى سابق عهدها، بل يتحول السلوك البشري إلى جلد للذات، ورفضٍ للقيم، وتيهٍ في دروب الضياع. وهذا ما نراه اليوم في شرائح واسعة من مجتمعنا.
لكن ما يجب أن يشغلنا حقاً هو مستقبل أجيالنا الشابة، التي باتت في أمسّ الحاجة إلى إعادة تأهيل نفسي واجتماعي وثقافي. هذا التأهيل لا يمكن أن يتم إلا من خلال تضافر جهود مؤسسات متعددة، تبدأ من توفير الأمن وتعميم الأمان، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، وتعزيز الرعاية الصحية، وتطوير المنظومة التربوية والتعليمية، ولا تنتهي عند دور الإعلام، الذي ينبغي أن يتبنى خطاباً جديداً، مبتكراً، يعيد بناء الثقة، ويزرع الأمل في النفوس بعد كل ما جرى.

التعليق 1
成人主题 在专为成熟观众设计的平台上广泛可用。选择 可靠的成人网站 以确保安全。
My blog post: BUY VALIUM ONLINE