موقع الصدى
نظم المركز الثقافي العربي في المزة ندوةً بعنوان (الثقافة وخطاب الكراهية)، التي سلطت الضوء على دور الإعلام والنخب الثقافية في مواجهة خطاب الكراهية والحد من انتشاره. فالمهمة الدائمة للثقافة هي طرح الأسئلة الجدلية الحقيقية، وتحريك المياه الراكدة، لأن الثقافة هي جسر للتواصل الإنساني وليست هوية مغلقة.
ونوقشت الجذور التاريخية لخطاب الكراهية، ابتداءً بسؤال هل الكره سمة فطرية عند الإنسان أم مكتسبة، وعُرضت جملة آراء حول هذا الموضوعات، من ابن خلدون للفلاسفة الطبيعيين، والفيلسوف الإنكليزي توماس هوبز، والألمانيين نيتشه وهيغل، وجميعهم عرضوا أسباباً مختلفة لظاهرة الكراهية.
وحُذر من خطاب الكراهية كأحد أخطر مظاهر التوتر الاجتماعي، الذي يسعى إلى التمييز والإقصاء والعنف، وذُكرت أبرز أشكاله منها اللغة المنطوقة والإيحاءات والإشارات والمضامين الإعلامية.
أما عن أساليب التصدي لهذا الخطاب، فهناك ضرورة لتحالف السلطة مع النُخب والإعلام من أجل إيقاف أصحاب هذه الخطابات ومحاكمتهم، ودعم المثقفين ورجال الدين الحقيقيين، والتركيز على الروابط المشتركة والإيجابيات. وفي سياق الندوة نودي بأن كل كاتب ومثقف يجب أن يكون خطابه عقلانياً، ويركز على الفضائل وزرع مفاهيم الحب والحق والخير والعدالة الاجتماعية بين جميع الناس، والوقوف مع الوطن للمساهمة في إعادة بنائه ونهضته، واختتمت الندوة بقصائد شعرية لشعراء عدة، تركزت موضوعاتها على ضرورة احتضان الاختلافات والابتعاد عن كل ما يفرق المجتمع.
متابعة: حسناء هاشم
