موقع الصدى
يمثل قطاع العسل في سوريا رافداً اقتصادياً، ويُعد من ركائز التنمية الريفية في مختلف المحافظات، ورغم التحديات التي واجهت البلاد بسبب ممارسات النظام البائد، ولا سيما القطاع الزراعي، يسعى اتحاد النحالين العرب– فرع سوريا، بالتعاون مع الجهات الحكومية، إلى إعادة النهوض بهذا القطاع وتحسين جودة منتجاته وتعزيز فرص تصديره.
أوضح رئيس فرع الاتحاد، أحمد قاسو، في تصريح لـ “سانا”، أن سوريا تنتج أكثر من 30 نوعاً من العسل، تشمل العسل الجبلي والسّهلي والساحلي، وتستخلص من نباتات طبية متعددة مثل حبة البركة، اليانسون، الشمرة، الكزبرة، الكينا، الحمضيات، النخل، هذا التنوع يمنح العسل السوري جودة ومواصفات قياسية لا تتوفر في معظم الدول المجاورة، ما يجعله منتجاً تنافسياً بامتياز.
وبيّن قاسو أن العام الحالي شهد ظروفاً استثنائية أثرت سلباً على تربية النحل وإنتاج العسل، جراء الجفاف والحرائق وانخفاض الهطولات المطرية، ما ألحق أضراراً كبيرة بالمراعي الطبيعية، ووفق تقديرات المربين، لم تتجاوز الكميات المنتجة هذا الموسم 15– 20% من إنتاج المواسم السابقة، فيما أصبح إنتاج بعض الأنواع، مثل عسل الحمضيات، شبه معدوم.
أشار قاسو إلى أن ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين انعكس سلباً على مبيعات العسل في ظل منافسة من منتجات مستوردة ذات تكاليف إنتاج أقل.
كما ساهم ارتفاع أسعار المحروقات والأدوية والمستلزمات في زيادة التحديات أمام المربين المحليين.
وأضاف: إن الظروف السابقة وخاصة في المناطق الجبلية والحراجية، حدّت من قدرة المربين على التنقل بين المراعي، ما أثر على حجم الإنتاج الإجمالي.
وأكد قاسو أن العسل السوري بحاجة إلى دعم أكبر في التسويق الخارجي، مشيراً إلى الجهود التي تُبذل لتحسين جودة المنتج وخلوه من آثار المبيدات، بالتعاون مع المخابر العلمية، لرفع قدرته التنافسية في الأسواق العربية والأوروبية.
من جانبه، أوضح أمين سر اتحاد النحالين العرب – فرع سوريا، فتوح جمعة أن الاتحاد يعمل على إعداد مواصفة قياسية للعسل السوري بالتعاون مع الجهات العلمية، لتسهيل التصدير وفق المعايير الدولية، وتشجيع الاستثمار في الصناعات المرتبطة بالنحل، مثل المنتجات الدوائية والتجميلية.
وأشار إلى تنظيم معرض مجاني الشهر المقبل يجمع مربي النحل لعرض منتجاتهم، إلى جانب جهود لإنشاء قاعدة بيانات شاملة للمربين، تشمل كميات الإنتاج، طرق العلاج، ومكافحة الأمراض.
