موقع الصدى
في المستقبل القريب، ووفقاً لأفكار خبير الذكاء الاصطناعي أندرو نغ، فإن كل صناعة ستتأثر بالذكاء الاصطناعي، ومن يفهمه ويطبقه أولا سيكون في موقع القوة، وهذا بالضبط ما نعيشه في عام 2025، إذ لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية عابرة، بل أصبح فئة جديدة كلياً من التكنولوجيا التي تعيد تعريف طريقة إدارة الأعمال وتفاعُل البشر مع الآلات.
من أتمتة المهام الروتينية المملة إلى فتح آفاق جديدة تماما، يدفع الذكاء الاصطناعي العالم نحو الثورة الصناعية الرابعة، حيث يرتكز كل شيء على الكفاءة، والقابلية للتوسع، وقبل كل شيء اتخاذ القرار الذكي.
في هذا المقال، نستعرض عشرة من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي لعام 2025، ونكشف كيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تغير قواعد اللعبة ليس فقط في عالم الأعمال، بل في كل جانب من جوانب حياتنا.
التطبيقات العشرة للذكاء الاصطناعي في 2025
تطوير اللقاحات
يراهن صانعوا اللقاحات على أن تقنية لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال، المسماة اختصارا لقاح الرنا، والمعتمدة في تصنيع اثنين من لقاحات فيروس كورونا، سوف تساهم أيضا في الحد من أعداد الوفيات الكارثية في كل سنة جراء الأنفلونزا الموسمية.
اعتمد العلماء على أدوات الذكاء الاصطناعي، التي ساعدت في كل شيء بدءاً من تفسير الجينوم وحتى تنظيف بيانات التجارب السريرية (شترستوك)
شهد تطوير لقاحات كوفيد-19 السريع عدة عوامل أساسية. سنوات من الأبحاث على الحمض النووي الرسول (mRNA)، وإرادة سياسية هائلة، وتدفق كبير للأموال.
لكن لتقليص الجدول الزمني من 15 عاماً إلى 12 شهراً فقط، اعتمد العلماء أيضا على أدوات الذكاء الاصطناعي، التي ساعدت في كل شيء بدءاً من تفسير الجينوم وحتى تنظيف بيانات التجارب السريرية.
ويقول تيموثي إندي، رئيس برنامج تحالف الاستعداد للأوبئة (CEPI): “يمكن أن يكون لدينا تصميم لقاح جديد في غضون أيام قليلة”. ويهدف هذا البرنامج إلى تطوير ونشر لقاح جديد خلال 100 يوم، ويضيف إندي “أعتقد أننا على وشك الوصول إلى هذا الهدف”.
العلاقات بين البشر والآلات
أصبحت العلاقات بين البشر والآلات أمراً شائعاً، حيث يتجه ملايين الأشخاص إلى روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتأدية دور يمزج بين الصديق والمعالج النفسي والشريك الرومانسي.
تقول كيت دفلين، أستاذة في كلية كينغر بلندن “بالنسبة لكثير من الناس، هو ترفيه ممتع يستفيدون منه كثيرا”. وترى أن رفقة الذكاء الاصطناعي مفيدة طالما أن الناس يفهمون أنه ليس كائنا واعياً، لكنها تحذر من استغلال الفئات الضعيفة، مثل الأطفال أو من يعانون مشكلات نفسية.
مراقبة الحياة البرية
الزعابي مع الفريق المرافق تحت المطر-المصدر المصور الفائز في جائزة الحياة البرية البريطانية لمتابعة الحياة البرية، يستخدم العلماء شبكة من الكاميرات التي تعمل بالحركة في مناطق نائية (مواقع التواصل الاجتماعي)، لمتابعة الحياة البرية، يستخدم العلماء شبكة من الكاميرات التي تعمل بالحركة في مناطق نائية، غير أن التدفق الكبير من الصور التي تلتقطها هذه الكاميرات قد يستغرق أسابيع عدة لفرزها والبحث عن مشاهد مهمة.
وهنا يأتي دور أداة “وايد لايف إنسايت” (Wildlife Insights)، التي نشأت من تعاون بين الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) وغوغل، إذ تقوم بمسح ملايين الصور وتحديد الحيوانات بدقة تصل إلى 99.4بالمئة.
وبهذه الطريقة، يصبح بمقدور الباحثين توفير وقتهم وجهدهم للتركيز على “أعمال أكثر أهمية”، بحسب ما وضحته آبي هيماير، رئيسة برنامج الصندوق العالمي للطبيعة.
وفي مارس/آذار، تم إطلاق الأداة كمصدر مفتوح، مدربة على 65 مليون صورة، بحيث يمكن للعلماء الحفاظ على البيئة في أي مكان استخدمت.
التعليم
بينما تسعى المؤسسات التعليمية لفهم وضبط استخدام الذكاء الاصطناعي، أصبح اعتماده واسع الانتشار داخل المدارس والجامعات.
ففي يوليو/تموز، تعاونت اتحادات المعلمين في الولايات المتحدة مع “أوبن إيه آي” و”مايكروسوفت” و”أنثروبيك” ضمن مبادرة تهدف إلى تدريب 400 ألف معلم ومعلمة على استخدام التقنية خلال السنوات الخمس القادمة.
وفي خطوة موازية، أعلنت “أوبن إيه آي” في أغسطس/آب عن شراكة مع الحكومة الهندية لتوزيع تقنيتها على المدارس على مستوى البلاد، ما يعكس التوسع العالمي للذكاء الاصطناعي في التعليم.
في هذا السياق، توضح روز لوكين، أستاذة في كلية جامعة لندن، ذات الخبرة العميقة في الذكاء الاصطناعي والتعليم، أن استخدام الطلاب الواسع لهذه التقنية أدى إلى تعطيل أنظمة كانت فعلا تكافح لإعدادهم للمستقبل.
ومع ذلك، ترى لوكين أن هذه التحولات تحمل فرصا جديدة، لكنها تؤكد ضرورة التنظيم وفهم حدود الذكاء الاصطناعي لحماية الفئات الضعيفة.
إعادة التدوير الدائري
وفقاً ليعقوب ناثان، مؤسس ومدير شركة “إيبوك بيو ديزاين” (Epoch Biodesign)، “هذا يفتح إمكانيات لا نهائية لإعادة التدوير لكل المواد التي ترسل اليوم إلى المدافن أو الحرق”.
وقد صمّمت الشركة إنزيمات للأنواع الثلاثة الرئيسية من البلاستيك باستخدام التعلم الآلي، ومن المتوقع أن تكون منشأتها الإنتاجية الأولى قادرة على معالجة 150 طناً من النفايات سنوياً.
التشخيص الطبي
أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسيا من أنظمة الرعاية الصحية في العالم، حيث تساعد في تشخيص السكتات الدماغية، والسرطانات، وحالات طبية أخرى.
على سبيل المثال، تستخدم شركة “كيور إيه آي” (Qure.ai) الذكاء الاصطناعي لتفسير الصور التشخيصية مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية، ويطبق نظامها في أكثر من 4500 موقع في العالم. كما تستخدم خوارزميات “فيز إيه آي” (Viz.ai) في أكثر من 1800 مستشفى في الولايات المتحدة وأوروبا.
من جهة مماثلة، تُظهر أنظمة الذكاء الاصطناعي أيضا فائدة كبيرة كمرافقة سريرية. ففي تجربة أُجريت بواسطة “بندا هيلث” (Penda Health) و”أوبن إيه آي”، ساعد النظام في تقليل الأخطاء الطبية في التشخيص بنسبة 16بالمئة، مما يعكس إمكانات كبيرة لتحسين الرعاية الصحية على نطاق عالمي.
