موقع الصدى
تتشابك حكايات أحمد بسطاتي وأحمد غول وياسمين قطايا عند نقطة واحدة، العودة إلى الوطن بعد سنوات من اللجوء، ليشكّل تحرير سوريا بداية فصل جديد في حياة هؤلاء المنتجين الشباب الذين وجدوا في مدينتهم حلب أرضاً خصبة لإعادة بناء مشاريعهم وأحلامهم، ومع انطلاق مرحلة التعافي وإعادة الإعمار، يعلّق أصحاب المشاريع الصغيرة آمالاً كبيرة على الدور الذي سيؤدونه في تنشيط الاقتصاد المحلي واستعادة مكانة حلب الصناعية.
سنوات التهجير القسري التي عاشها هؤلاء لم تُطفئ جذوة الإبداع، بل حوّلت المعاناة إلى دافع للابتكار والعمل، فبعد أن حملت منتجاتهم لسنوات عبارة “صنع في تركيا بأيادٍ سورية”، يعود كل منهم اليوم بخبرة تراكمت في بلاد الاغتراب، ليزرعها في أرض الوطن، أملاً بأن تُثمر إنجازات جديدة تعوّض سنوات الألم والظلم.
تقول صانعة الأشكال المنزلية ياسمين قطايا أن التحديات التي تواجهها بعد العودة إلى حلب لا تقل عن الشوق الذي حملته معها، مؤكدةً أن هذا المزيج يمنحها إصراراً أكبر على الإنتاج والاعتماد على الإبداع الذي يصل مباشرة إلى المستهلكين.
وترى قطايا أن سوريا عامة وحلب خاصة، تعيشان اليوم مرحلة وفرة في الفرص، حيث يستطيع كل مبدع أن يثبت مكانه في السوق، داعية المغتربين إلى العودة والمساهمة في بناء الوطن، “فكل حجر صغير يصنع وطناً حين تجتمع الأحجار معاً”.
أما الصناعي أحمد غول، العامل في مجال صناعة الألمنيوم، فقد عاد إلى حلب ليحوّل أقبية منزله المتضرر إلى ورشة صغيرة تؤمّن دخلاً لعائلته، حيث استثمر ما ادّخره خلال سنوات الغربة لإعادة إعمار بنايته في أحد الأحياء التي شهدت حصار الأهالي وتهجيرهم القسري عام 2016 على يد النظام البائد، ليعود صوت الحرفيين ويرتفع من جديد في شوارع كانت شاهدة على الألم.
بدوره، ينقل الصناعي رائد بسطاتي خبرة عشر سنوات من العمل في تركيا إلى حلب، واصفاً قرار العودة بأنه “عودة إلى الأساس”، أعاد تشغيل آلاته التي أحضرها معه من الاغتراب ليبدأ بإنتاج حقائب نسائية بآليات متطورة، مؤكداً أن العمل في الوطن يمنح الجهد معنى مختلفاً.
