
الصدى- الدكتور عبد الفتاح الحميدي
في مرحلة الشباب، يواجه كثيرون تحديات داخلية عميقة تتجاوز الضغوط اليومية والمشكلات الحياتية المعتادة. من أبرز هذه التحديات القلق الوجودي، الذي يرتبط بالبحث عن المعنى والغاية في الحياة، والشعور بالمسؤولية تجاه الذات والمستقبل، والخوف من الفراغ أو الفشل في تحقيق الذات.
هذا النوع من القلق ليس مجرد توتر عابر، بل شعور متجذر قد يؤثر على الصحة النفسية، الأداء الأكاديمي، والعلاقات الاجتماعية. يواجه الشباب أسئلة صعبة: من أنا؟ ما الغاية من حياتي؟ هل أترك أثراً؟، وهذه التساؤلات قد تتحول إلى ضغوط حقيقية إذا لم يتم التعامل معها بطريقة صحيحة.
العوامل المؤثرة:
ضغوط المجتمع والتوقعات الأسرية والمهنية.
المقارنات المستمرة مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
غياب الدعم النفسي والتوجيه الأكاديمي.
التعامل مع القلق الوجودي:
البحث عن أنشطة تمنح شعوراً بالإنجاز والارتباط بالآخرين.
ممارسة التأمل الذاتي وكتابة اليوميات لتوضيح الأولويات والأهداف.
التحدث مع مختص نفسي لفهم المشاعر وتطوير استراتيجيات التكيف.
الانخراط في مشاريع تعكس القيم الشخصية وتمنح معنى للحياة.
إن فهم القلق الوجودي والتعامل معه بوعي يمنح الشباب قوة داخلية، ويحول مرحلة التحدي إلى فرصة للنمو الشخصي واكتشاف الذات.
تذكير مهم: مواجهة القلق لا تعني التخلص منه، بل تعلم كيفية العيش معه وتحويله إلى قوة دافعة نحو حياة أكثر اتزاناً ورضا.
الدكتور عبد الفتاح الحميدي- استشاري العلاج النفسي
رئيس مركز ذات الدولي للتدريب والاستشارات النفسية
