
أ. خالد الغزي
في زمنٍ تتسارع فيه التحوّلات وتتعاظم فيه التحدّيات، يبقى للإعلام دوره المركزي في صياغة وعي الأفراد وتشكيل ملامح المجتمعات. ومن هذا المنطلق، تأتي انطلاقة موقعنا الإلكتروني الجديد ليشكّل نافذة مضيئة تفتح آفاقاً رحبة أمام جمهورٍ متعطّش إلى المعلومة الصادقة، والتحليل الرصين، والرؤية المستقبلية التي تضع مصلحة الوطن والمواطن في المقام الأول.
إن تأسيس هذا الموقع ليس مجرد إضافة رقمية إلى فضاء الإنترنت، بل هو خطوة مدروسة تسعى إلى الإسهام في بناء مشهدٍ إعلامي يليق بسورية الجديدة، سوريا التي تتطلع بثقة إلى المستقبل، وتعتمد على طاقات أبنائها في ميادين العلم والعمل والإبداع.
لقد مرّت سوريا خلال العقود الماضية بتجارب إعلامية متباينة، تأثرت بالأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ومع ظهور الإعلام الرقمي، برزت الحاجة الملحّة إلى منصّات جديدة تتميز بالمرونة والقدرة على التفاعل اللحظي مع الجمهور.
من هنا، فإن موقعنا يأتي استجابةً لهذه الحاجة الملحّة، وسعياً إلى ملء الفراغ بين الإعلام التقليدي المتثاقل أحياناً، وبين الفضاء الرقمي المليء بالمحتوى غير الموثوق. هدفنا أن نكون جسراً يربط بين المهنية والحداثة، بين الأصالة والانفتاح، وأن نطرح خطاباً إعلامياً متوازناً يقوم على الشفافية والموضوعية، منطلقين من قناعة راسخة بأن الإعلام ليس غايةً في ذاته، بل هو وسيلة لخدمة الإنسان. ومن هنا تتجلى رؤيتنا في أن يكون موقعنا منبراً يعبّر عن صوت المجتمع بكل أطيافه، ويعكس تطلعات الناس نحو حياة أكثر عدلاً وازدهاراً.
إن سوريا الجديدة التي نؤمن بها، هي قادرة على إنتاج خطاب إعلامي يتجاوز الاصطفافات الضيقة، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. ولذلك، فإن رسالتنا الأساسية تتمثل في تعزيز ثقافة الحوار البنّاء، ونشر قيم التعددية، وإعلاء شأن الكلمة الحرة المسؤولة.
يدرك القائمون على هذا الموقع أن الإعلام ليس مجرد انعكاس للواقع، بل هو أداة فاعلة في تغييره وتوجيهه. لذلك فإننا نضع لأنفسنا مهمة مزدوجة: من جهة، نقل صورة الواقع بكل صدق وموضوعية، ومن جهة أخرى، المساهمة في صياغة خطاب إيجابي يدفع بعجلة التنمية ويحفّز الطاقات الشبابية على الإبداع والمشاركة.
لقد تم تصميم الموقع وفق أحدث معايير النشر الرقمي، ليكون منصة سهلة الاستخدام، متاحة على مختلف الأجهزة، وقابلة للتفاعل عبر وسائط متعددة من نصوص وصور وفيديو ورسوم توضيحية. نؤمن أن الشكل لا يقل أهمية عن المضمون، وأن القارئ يستحق تجربة تصفح عصرية تلبي حاجاته المعرفية والجمالية على حد سواء.
ختاماً:
إن انطلاقة هذا الموقع ليست سوى البداية. نعلم أن الطريق طويل وأن التحديات كثيرة، لكننا واثقون أن الإصرار على المبدأ، والالتزام بالمعايير المهنية، والانحياز إلى الحقيقة، كفيل بأن يجعل من هذا المشروع الإعلامي منصة فاعلة في رسم ملامح سوريا الجديدة.
ندعو قراءنا الكرام إلى أن يكونوا شركاءنا في هذه المسيرة، بالنقد البنّاء، وبالاقتراحات، وبالمشاركة الفاعلة في صناعة محتوى يليق بتطلعاتهم. فنحن نؤمن أن الإعلام الحقيقي لا يكتمل إلا بتفاعل الجمهور معه، وأن رسالتنا الإعلامية لن تتحقق إلا بتضافر الجهود.
