موقع الصدى
عرض على خشبة مسرح دار الأوبرا بدمشق الفيلم الوثائقي السوري “الابن السيئ”، الذي أخرجه الممثل والمخرج غطفان غنوم، وكتبه بمساعدة السيناريست فاتن أحمد.
الفيلم الذي يمتد لثلاث ساعات، دمج المخرج غنوم أحداثه مع سيرة حياته الشخصية وسيرة (صالح أحمد والد زوجته)، الذي ثار أيضاً على نظام حكم الشاه الإيراني، ثم تعرض للبطش والاستبداد في ظل حكم الخميني، فهاجر جراء الاضطهاد الذي تعرضت له الأقليات العربية جنوب إيران، عبر رحلة طويلة انتهت مثل نهاية المخرج غنوم باللجوء في فنلندا.
ويجمع الفيلم بين التوثيق التاريخي والنقد الاجتماعي، ليرسم صورة حية لسنوات الاستبداد في سوريا إبان حكم المجرمين حافظ الأسد وابنه بشار، حيث يبدأ الفيلم بسرد زمني يغطي أكثر من أربعة عقود، مقسماً إلى 22 فصلاً يتناوب بين الأمل والحزن، الدمار والتهجير، مع لمسة أمل في الفصل الأخير.
ويغوص الفيلم في تفاصيل عميقة بتاريخ المأساة السورية، فهو يشرح آلية الإقصاء التي اتبعها الأسد الأب لكل من يخالف تطلعاته، فضلاً عن الترهيب الممنهج لهم، وفوق ذلك كيفية ترسيخه فكرة توريث الحكم، إلى ابنه بشار الذي تسلَّم الحكم دون أن يكون أهلا لذلك، ويجهل أبسط مقومات الحياة السياسية والدبلوماسية.
واعتمد غنوم في آلية تقطيع الفيلم على وضع عناوين بعضها مأخوذ من روايات وأفلام ومسرحيات عالمية من مثل: “الديكتاتور العظيم، أوغاد مجهولون، العراب، صائد الغزلان، قصة موت معلن، النافذة الخلفية، حياة الآخرين، الجدار، مضطرب العقل سايكو، صراع العروش، مدينة الرب، الرجل بدون اسم، المنبوذ، من أجل حفنة من الدولارات، الأزمنة الحديثة، سبارتاكوس، الرقص مع الذئاب، القيامة الآن، الجريمة والعقاب، الجيد السيئ والقبيح، الحياة حلوة، ذهب مع الريح”.
كما ركز الفيلم على مشاهد حقيقية من الثورة السورية وقصص شخصية من مدن مثل حمص والقصير وحي بابا عمرو، مستخدماً شهادات ناجين، متعمقاً في المعاناة الإنسانية للسوريين، ومستذكراً ملايين الشهداء والمفقودين، ليؤكد أن الحرية لم تأتِ سدى بل كانت أمانة على الأجيال، مبرزاً دور الفن في إعادة بناء الهوية الوطنية بعد التحرير، محولاً التراجيديا إلى أمل جماعي،حيث تضفي الموسيقا الخلفية طبقة عاطفية تعزز الشعور بالصمود، بينما ينتهي الفيلم بلمحة تفاؤل ترمز إلى مرحلة إعادة البناء بعد التحرير.
وأوضح غنوم أن الفيلم نتاج عمل عشر سنوات متتالية إبان الثورة السورية، حيث صور بعض مشاهده ووثقها بنفسه والبعض الآخر مأخوذ من أرشيف الثورة؛ مشيراً إلى أن الفيلم يروي سردية الحياة في سوريا خلال حكم الأسدين والتي مهدت للوصول للحظة التحرير، التي احتفلنا بها جميعاً كشعب سوري.
