
موقع الصدى- حمص – ندى شيخ عثمان
اليوغا: هل هي مجرد تمارين أم فلسفة حياة متكاملة؟
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 260 مليون شخص من القلق والاكتئاب حول العالم. في خضم هذه الأرقام الصادمة، قد تكون اليوغا واحدة من أبسط الحلول وأكثرها فعالية. فتخيل دواءً يحسن نومك، يقوي عضلاتك، ويهدئ أعصابك دون أي آثار جانبية؟ هذا بالضبط ما تقدمه لنا اليوغا، ولكنها ليست دواءً فحسب، بل رحلة إلى الذات.
كلمة”يوغا” التي تعني في اللغة السنسكريتية “الاتحاد” أو “التوحد”، ليست مجرد رياضة جسدية، بل هي فلسفة حياة متكاملة تهدف إلى تحقيق الانسجام بين الجسد والعقل والروح. هذه الفلسفة وجدت طريقها إلى مدينة حمص، لتصبح شكلاً من أشكال العلاج.
يقول رئيس اللجنة الفنية للرياضة للجميع في حمص الكابتن رابح حيلوني عبر موقع الصدى بأن رياضة اليوغا أسسها في سوريا الأتشاريا مازن العيسى، ودخلت إلى حمص عام 2003.ثم توقفت ومن ثم عادت للنشاط عام 2014 حيث تم تدريب عدة مدربين مبتدئين ودخلت إلى المدارس، وتمارس اليوم في عدة أندية في المدينة.
وأشار الحيلوني إلى أن “رياضة اليوغا توازي رياضة بناء الأجسام ولكن بشكل هادئ”، مؤكداً على طابعها العلاجي قائلاً: “إنها رياضة علاجية للعديد من الأمراض منها الديسك والسكري والربو، وحتى الغدة الدرقية لها تمارين خاصة تؤدي للشفاء بشكل متواز مع الطب العام.”

ولفت إلى أن اليوغا لا تقتصر على الحركة الجسدية فحسب، بل أن “التأمل هو الشق الثاني لتهدئة الجسد”، مشيراً إلى أن “التنفس اليوغي العميق هو الشق الثالث ويعتبر بوابة علاج للعديد من الأمراض”، وهو تنفس يعتمد على الشهيق والزفير من الأنف بأشكال مختلفة كالتبادلي والناري.
وكان لـ”الصدى” لقاء مع إحدى المتدربات من حمص القديمة السيدة بيرتا خزام التي كشفت عن قصة تعرفها عن اليوغا قائلة: “تعرفت على رياضة اليوغا من خلال الأب فرانس، الراهب اليسوعي الذي توفي في حمص القديمة أثناء الحصار، وكان يدعونا لممارسة اليوغا بين أحضان الطبيعة الأم.”
وعن الأثر الذي تركته في حياتها، تضيف خزام: “لقد عملت اليوغا فرقاً كبيراً لدي، على مستوى جسدي ونفسي. أثرها كبير على تقبل ذواتنا ولنعيش إنسانيتنا المبدعة المتصلة بالطبيعة، لتوصلنا إلى سلام داخلي.” وختمت حديثها بنصيحة لجميع السيدات: “أنصح جميع السيدات بممارسة اليوغا.”
ختاما من تمارين التنفس العلاجية إلى جلسات التأمل بين أحضان طبيعة حمص تثبت اليوغا أنها أكثر من مجرد حركات جسدية إنها فلسفة مرنة وقوية، تمنح الجسد القوة والعقل الهدوء وروح السلام في مدينة عرفت الصمود مثل حمص، تظهر اليوغا كأداة للشفاء لا تقهر، تذكر كل من يمارسها بأن السلام الداخلي هو أقوى أشكال المقاومة.
