الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

الرقصة الأخيرة..

مع اقتراب نهائيات كأس العالم 2026، تترقب أعين عشاق كرة القدم حول العالم حدثاً استثنائياً قد لا يتكرر: الظهور الأخير للأسطورتين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في المحفل الكروي الأكبر.

بعد أكثر من عقدين من المنافسة، يبدو أن المونديال القادم سيكون الفصل الختامي في قصة لا مثيل لها في تاريخ اللعبة.

قبل أربع سنوات فقط، رفع ليونيل ميسي كأس العالم في قطر 2022، محققًا ما اعتبره كثيرون “النهاية المثالية” لمسيرته الأسطورية، لكن مع المهارة والسحر اللذان يتمتع بهما، لا يبدو أن النجم الأرجنتيني اكتفى.

تقارير قريبة من منتخب الأرجنتين تشير إلى أن ميسي قد يشارك في كأس العالم 2026 على الأقل لقيادة الجيل الجديد ودعم زملائه بخبرته.

فبالنسبة له، كل مباراة بقميص الألبيسيليستي هي امتداد لحلم الطفولة.

على الجانب الآخر، لا يزال كريستيانو رونالدو رمزاً للإصرار والعزيمة.

ورغم تجاوزه سن الأربعين في موعد البطولة، فإن النجم البرتغالي يؤكد في كل ظهور أنه لم يفقد شغفه، ولا يزال يسعى لقيادة البرتغال إلى مجدٍ طال انتظاره.

رحلته الطويلة مع المنتخب قد تصل إلى نهايتها في 2026، لكن رونالدو يصر على أن النهاية ستكون على طريقته الخاصة بالمنافسة، بالأهداف، وبالإرث.

منذ أول مواجهة بينهما عام 2008، تحولت قصة ميسي ورونالدو إلى ملحمة رياضية عالمية.

على مدى أكثر من 15 عاماً، تبادلا الجوائز، الأرقام، والتأثير الجماهيري.

والآن، ومع اقتراب كأس العالم 2026، يشعر المشجعون أن هذه النسخة لن تكون مجرد بطولة أخرى، بل وداعاً رمزياً لجيلٍ غيّر ملامح كرة القدم إلى الأبد.

سواء التقيا وجهًا لوجه أم لا، فإن حضورهما في كأس العالم القادم سيحمل طابعاً تاريخياً وإنسانياً.

إنها الرقصة الأخيرة بين عملاقين، حيث تختلط مشاعر الحنين بالفخر، ويقف العالم احتراماً أمام اثنين من أعظم من لمسوا كرة القدم.

قد تنتهي المباراة الأخيرة، وقد تُطفأ الأضواء، لكن ذكرى رونالدو وميسي ستبقى ترقص في ذاكرة الجماهير إلى الأبد, وهنا يتبادر إلى أذهان عشاق المستديرة السؤال الأصعب من يرث العرش بعد الأسطورتين؟

مع اقتراب لحظة الوداع، يطرح العالم سؤالًا كبيراً: من سيحمل شعلة المجد بعد ميسي ورونالدو؟

الأسماء كثيرة، لكن التحدي أعظم.

كيليان مبابي يملك السرعة والجرأة والموهبة ليصبح قائد الجيل الجديد، بينما يبرز إيرلينغ هالاند كآلة تهديف لا تعرف الرحمة.

وفي أميركا الجنوبية، يواصل فينيسيوس جونيور وجوليان ألفاريز رسم ملامح الجيل القادم من السحر اللاتيني.

كما يقدم هو نفسه كواحد من أكبر المشاريع المستقبلية لقيادة الماتادور الاسباني ونادي برشلونة في السنوات المقبلة.

لكن الحقيقة التي يتفق عليها الجميع أن عصر ميسي ورونالدو لن يتكرر، مهما تعددت المواهب والأرقام.

لقد رفعا سقف العظمة إلى مستوى شبه أسطوري، وجعلا كرة القدم أكثر من مجرد رياضة,جعلاها قصة عشق يعيشها كل جيل بطريقته.

المنشورات ذات الصلة