موقع الصدى
تستعد شركة OpenAI لإطلاق وضعٍ جديد في ChatGPT يحمل اسم “وضع الطبيب Clinician Mode”، بهدف تقليل الأخطار المرتبطة بالاستشارات الطبية الخطأ التي قد يقدمها الذكاء الاصطناعي للمستخدمين، وفقاً لتقارير حديثة.
وتأتي هذه الخطوة بعد حادثة أثارت جدلاً في الأوساط الطبية قبل أسابيع، حين دخل أحد المستخدمين في نوبة ذهانية نتيجة تسمم بالبروميد بعد استشارة ChatGPT، وهو ما سلّط الضوء على الحاجة إلى ضوابط أكثر صرامة في التعامل مع الاستشارات الصحية.
ووفقاً للمهندس “تيبور بلاهو” من شركة AIPRM المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، فقد رُصدت شيفرات برمجية جديدة داخل واجهة ChatGPT تشير إلى إضافة “وضع الطبيب”، وهي ميزة يبدو أنها مخصصة لتقديم إجابات صحية مبنية على مصادر طبية موثوقة.
ولم تُصدر OpenAI أي إعلان رسمي بعدُ، لكن مطورين أشاروا استناداً إلى السطور البرمجية المُكتشفة إلى أن الوضع الجديد قد يقتصر على الاعتماد على أوراق بحثية طبية وإرشادات سريرية معتمدة، مما يقلل احتمالات حصول المستخدم على معلومات مضللة أو غير دقيقة.
ويأتي هذا التوجّه في وقتٍ بدأت فيه شركات أخرى اعتماد نهج مماثل، فقد أطلقت منصة Consensus حديثاً وضعاً طبياً خاصاً يعتمد على أكثر من 8 ملايين ورقة بحثية وآلاف الإرشادات السريرية، لضمان تقديم إجابات مبنية على أدلة علمية رصينة.
وتعزز هذه الخطوات موثوقية الردود الطبية في ChatGPT، لكن مخاوف الخبراء ما زالت قائمة. فقد حذّرت دراسة نُشرت الشهر الماضي في مجلة Scientific Reports من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في السياقات الطبية، مشيرةً إلى احتمال ظهور “هلوسات” رقمية ومصطلحات معقدة قد تربك المرضى والأطباء على حد سواء.
يُذكر أن كلية الطب بجامعة ستانفورد تختبر حالياً نظاماً يعمل بالذكاء الاصطناعي يُدعى “ChatEHR” يتيح للأطباء التفاعل مع السجلات الطبية بأسلوب حواري سلس، وكانت OpenAI قد أجرت في وقت سابق تجربة مع مؤسسة “Penda Health” على مساعد طبي ذكي أسهم في تقليل أخطاء التشخيص بنسبة بلغت 16بالمئة.
ولا يُعرف بعدُ موعد إطلاق “وضع الطبيب” رسمياً، لكن هذه التطورات تعكس اتجاهاً متسارعاً نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، مع محاولة تقليل الأخطار المرتبطة به.
