موقع الصدى
الذكاء الاصطناعي الوكيل (Agentic AI) هو الجيل الجديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على التفكير والتخطيط واتخاذ القرارات بنحو مستقل. وقد بدأت تطبيقاته تظهر بوضوح تدريجياً في مجالات العمل المختلفة، والعديد من جوانب الحياة اليومية.
ومن بيئات تكنولوجيا المعلومات الذاتية الإدارة إلى المساعدين الرقميين والأنظمة الأمنية المستقلة، تتوسع إمكانيات هذا النوع من الذكاء بوتيرة سريعة لتغيير العالم الرقمي بطرق مبتكرة.
وفيما يلي، سنذكر أبرز الرؤى التي طرحها أعضاء مجلس فوربس للتكنولوجيا عن أبرز الاستخدامات الحالية والمستقبلية للذكاء الاصطناعي الوكيل، وكيف سيُحدث تحوّلاً جذرياً في أسلوب إدارة الأعمال والتفاعل البشري في السنوات القادمة:
1- روبوتات منزلية ترافق الإنسان
من المُتوقع أن نرى خلال العقدين المقبلين روبوتات بشرية تعمل كمساعدين منزليين أو كرفقاء في الحياة اليومية. وفي الوقت الحالي، يكمن العائق أمام تحقيق ذلك في البيانات وليس في التقنية، فكل نوع من هذه الروبوتات يحتاج إلى كمية كبيرة من البيانات الخاصة بتدريبه. وعندما تُحل هذه المشكلة، ستتحول الروبوتات البشرية من فكرة خيالية إلى واقع مألوف في المنازل.
2- الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني
يُعدّ قطاع الأمن السيبراني من أكثر المجالات تأثراً في الذكاء الاصطناعي الوكيل؛ إذ بدأنا نرى هجمات إلكترونية كاملة تُدار باستخدام الذكاء الاصطناعي. في المقابل، ستظهر أنظمة دفاع ذاتية تستخدم الذكاء الاصطناعي الوكيل لمواجهة هذه التهديدات، وسيبقى للبشر دور إشرافي فقط.
3- أنظمة رقمية تدير نفسها
بفضل الذكاء الاصطناعي الوكيل، سيصبح بإمكان المؤسسات إنشاء الأنظمة الرقمية الذاتية الإدارة القادرة على مراقبة البُنية التحتية، واكتشاف الأعطال، وإصلاحها، وتحسين الأداء تلقائياً. ومع ذلك، سيظل التكامل بين البشر ووكلاء الذكاء الاصطناعي العامل الحاسم في تحقيق الكفاءة المثلى.
4- منظومات مترابطة من الوكلاء المتخصصين
قد نشهد في المستقبل القريب ظهور شبكات مترابطة من وكلاء الذكاء الاصطناعي المتعاونين، وكل واحد منهم يمتلك تخصصاً وطريقة عمل محددة، وعند عملهم معاً، يشكلون منظومة قادرة على حل المشكلات المعقدة لحظياً.
على سبيل المثال: تخيّل نظاماً من وكلاء الذكاء الاصطناعي يعرف فيه وكيل موقعك، وآخر جدولك، وآخرون يتنبأون باحتياجاتك. وعند تفاعل هؤلاء الوكلاء معاً، يمكنهم اتخاذ قرارات جماعية وتنفيذها دون تدخل مباشر من الإنسان؛ مما يوفر تجربة رقمية أكثر ذكاءً وتكاملاً. فبدلاً من التعامل مع مساعد واحد محدود القدرات، سيكون المستخدم محاطاً بمنظومة رقمية تفكر وتخطط وتتصرف كفريق من الخبراء المتخصصين.
على سبيل المثال: قد يغير أحد الوكلاء جدول مواعيدك تلقائياً عند حدوث تأخير في رحلتك الجوية، ويتولى آخر حجز وسيلة نقل بديلة، ويُعلمك وكيل ثالث بالوقت الأمثل للمغادرة. هذه المنظومات المترابطة ستمنح المستخدمين تجربة شخصية فائقة الدقة، وتفتح آفاقاً جديدة لإدارة الحياة اليومية والعمليات المعقدة بكفاءة غير مسبوقة.
5- أنظمة خدمة عملاء مؤتمتة بالكامل
مع تطوّر الذكاء الاصطناعي الوكيل، من الممكن أن تتولى الأنظمة المعتمدة على هذا النوع من الذكاء الاصطناعي إدارة أنظمة خدمة العملاء بكافة جوانبها. إذ ستكون قادرة على التنبؤ بارتفاع طلب سلعة معينة، وتتعامل مع جميع الاستفسارات والحالات المعقدة لحظياً دون أي تدخل بشري.
6- تسهيل مكافحة الاحتيال المالي
مع انتشار الجرائم الإلكترونية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء هويات مزيفة، ستبدأ البنوك بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي الوكيل لاكتشاف الأنشطة الاحتيالية والتصدي لها لحظياً، عبر تحليل الشبكات، وتعقب المعاملات، والتنسيق بين المؤسسات المالية عالمياً.
