الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

هل لديك أقوال أخرى؟

لم يعلم أنه سيقف يوماً ما في قفص الاتهام، لم يكن يعتقد أنه سوف يقف في أي وقت أمام رجال البوليس ووكلاء النيابة يجيب عن أسئلة لا يعرف لها إجابة.. (هل لديك أقوال أخرى)؟

وهل صدق أحدهم في أقواله السابقة؟!

من يصدق من؟!.. حتى المساجين يتهكمون عليه يسألونه عن جريمته فلا يجيب، بعضهم يفخر بما ارتكب أما هو فلا يعرف ماذا يقول..!

مكتوب من بين القضبان أطلت عليه كلمته عن القسمة والنصيب، لم تكن أجمل من رأى من الفتيات لكن شيئاً ما كان يشده إليها، لم يكن يدري كنه هذا الشيء ولم يكن يعرف ماذا يفعل؟ كلما تحدث مع أمه عنها سرقت أمه الحديث وكلمته عن أشياء أخرى: الخمر الذي يفوح من فم أبيها والهمس الذي يدور حول أمها.. الإناء الذي ينضح بما فيه والقربة المثقوبة التى تلوث من يحملها.. مكتوب على الجبين بعين دامعة أطلت عليه.. دائماً كانت تتكلم عن (المكتوب) بنفس راضية، أبي مسكين وأمي مظلومة، ما ذنبي فيما يحدث من حولي؟ هل يملك المرء أن يولد لأبوين غير أبويه؟!

غير المرات العديدة التي التقيا فيها لا يذكر أن جسده لامس جسدها ولا عينيه رأت فى عينيها غير الطهر.. صورة حلوة ترتاح لها النفس، لكن مجرد التفكير في الزواج منها كان يعذبه.. فكر كثيراً ولم يتحرك، وعندما أراد أن يتحرك وجد نفسه يفعل عكس ما يريد.

ما الذي يرمي الإنسان على المر؟

لم أكن رأيته من قبل لكنه أتى تلك الليلة مع أمي.. أنا وأمي ورجل غريب شعرت بالخوف.

جلست وعيناي مفتوحتان لكل شيء كنت أخشى أن يتحول الهمس حولنا إلى صراخ بلغة أشبه بالرموز تكلمت أمي مع الرجل ثم سألته: ما رأيك؟ قال “هاتي الشربات”.

كأنه حلم, مر كل شيء بسرعة البرق، اتفق مع أمي وتزوجته.

تزوجته ولم يجلس مرة واحدة مع أبي، لم يكن أمامي فرصة لكي أوافق أو أعترض.. كان الشرفاء قد هربوا من رائحة الخمر وكنت أريد أن أهرب من بيت أبي.. عندما سنحت الفرصة خرجت مع الرجل الغريب الذي أحضرته أمي لكني كنت خائفة من شيء ما.. وصدق إحساسي، الرجل الذي ظننته شريفاً لم يكن كذلك.. إنني مجرد دمية فى يد طفل غبي يلعب بها متى أراد ويحطمها أن أراد.. (ندل).

 تقول إنه ندل لكنه على أية حال زوجي.

(جبان)

تقول إنه جبان، لكن ما شأنك به؟

تريد أن تقابله؟

لا.. أرجوك دعني وشأني.

س: إلى أي جماعة تنتمي؟

ج …………………

س: من رئيسك.. ومن الذين يعملون معك؟

ج…………………

أنت متهم بالتخريب وهذا الصمت لن يفيدك..

بريء.. أقسم لك أني بريء.

 س: أين زملاؤك الذين فروا لحظة القبض عليك؟

ج: …………………

س: قلت في المحضر السابق أنك أردت تخليص الصورة من قيود البرواز، ماذا تعنى؟

لم أكن أريد أن يحدث ما حدث لكن اللوحة سقطت.. تهشمت.

دعوني أتكلم لا يسألني أحد.. كانت جميلة لكن البرواز.. طلبت من البائع تغيير البرواز لم يوافق… طلبت منه أن ينتزع الإطار ويبيعني الصورة، أبى.

هناك محلات أخرى تبيع مثل هذه اللوحات طلب مني أن أنصرف.. ترددت في الانصراف كانت الصورة تشدني وعندما حاولت شراء اللوحة كان البائع أكثر عناداً وقال: (لن أبيعها لك ولو دفعت عمرك كله).

بعصبية انتزعها من يدي وناولها لصبي يعمل معه

تلك اللحظة ازداد تمسكي باللوحة.

كان الصبي يحاول تثبيت اللوحة على الجدار، وفي لمحة عين هوت اللوحة بين يديه سقطت.. تهشمت.. أحسست أن واحداً يخنقني (يوم نحس).

صاح الرجل، وفجأة وجدت نفسي بين مئات البروايز والصور، أمسكت الرجل.. ضربته ركلته بالقدم، ارتطم بالسلم وقع السلم على ألواح الزجاج.. تهشمت أشياء وأشياء..

لا أستطيع أن أعلل ما حدث لماذا حدث.. لست أدري.

س: مرة أخرى سين وجيم!

س: ما رأيك في الصبي؟

ج: اسألوه عما حدث

– قال إنك اعتديت على البائع دون سبب!

غير معقول

قال الصبي: إن اثنين كانا معك.. وما الذي يجعلنا نصدقك؟

_ ……………

 من الأفضل أن تعترف أن لدينا وسائلنا وسوف نعرف أن كنت مجنوناً أو تدعي الجنون.

_ ……………

 س: هل لديك أقوال أخرى؟

 لست أدري.. ولكن سيدي أود أن أعرف إلى أي جماعة أنتمي.. أرجو أن يخبرني سيادتكم من أنا.. من أكون؟!

المنشورات ذات الصلة