موقع الصدى
تُعدّ السكتة الدماغية من الأمراض الصامتة التي تودي بحياة عدد كبير من البشر سنوياً، خصوصاً في فئة البالغين من هم في سن العمل، الذين تزداد لديهم عوامل الخطر يوماً بعد يوم نتيجة نمط الحياة السريع والضغوط المرتبطة بالعمل. ومع ذلك، فإن فهم الأسباب والعوامل المؤدية إليها وطرق الوقاية منها، يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل احتمالية الإصابة بهذا المرض.
أنواع السكتة الدماغية
تنقسم السكتة الدماغية إلى نوعين رئيسيين:
السكتة الدماغية الناتجة عن انسداد أو تضيق الشرايين (Ischemic Stroke):
هذا النوع هو الأكثر شيوعاً، وينتج عن انسداد أحد الأوعية الدموية في الدماغ بسبب جلطة دموية أو تضيق في الشرايين، مما يعيق تدفق الدم الطبيعي إلى الدماغ، وبالتالي يحدث نقص في الأكسجين والمغذيات الأخرى، مما يؤدي إلى موت خلايا الدماغ.
السكتة الدماغية الناتجة عن النزيف الدماغي (Hemorrhagic Stroke):
تحدث نتيجة تمزق أو انفجار أحد الأوعية الدموية في الدماغ، والذي يؤدي إلى تسرب الدم إلى أنسجة الدماغ وضغطها، مما يؤدي إلى تلف الخلايا. وهذا النوع أقل شيوعاً، ولكنه أشد خطورة وقد يؤدي إلى الوفاة بشكل أسرع من النوع الأول.
كلا النوعين من السكتات الدماغية يحدثان فجأة ويحتاجان إلى تدخل طبي عاجل لتقليل خطر الإعاقة الدائمة أو الوفاة.
5 عوامل خطر رئيسية للإصابة بالسكتة الدماغية لدى الأشخاص في سن العمل
إليك العوامل الأساسية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند الأشخاص في سن العمل، والتي يمكن السيطرة عليها من خلال التوعية والتغيير في نمط الحياة:
1. الوزن الزائد أو السمنة
زيادة الوزن أو السمنة تعد من العوامل الأكثر تأثيراً على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث تؤدي إلى: تراكم الدهون في الشرايين، مما يسبب التضيق أو الإنسداد للشرايين (تصلب الشرايين- Atherosclerosis).
كما أن السمنة قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والتي تُعتبر جميعها عوامل خطيرة تؤدي إلى السكتة الدماغية.
2. الإصابة بأمراض مزمنة مثل: ارتفاع الضغط، ارتفاع الدهون، أو السكري
هذه الأمراض لها علاقة مباشرة مع خطر السكتة الدماغية:
ارتفاع ضغط الدم: يُعدّ العامل الأول في التسبب بالسكتة، لأنه يضع ضغطاً مستمراً على جدران الأوعية الدموية، مما يجعلها عرضة للتمزق أو الانسداد.
ارتفاع الكوليسترول: يتسبب في تضيق الأوعية أو انسدادها، مما يعيق تدفق الدم للدماغ.
السكري: يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية ويزيد من فرص تكون الجلطات الدموية.
إن التحكم في هذه الأمراض أمر بالغ الأهمية للوقاية من السكتات الدماغية.
3. التدخين، شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات
هناك سلوكيات خاطئة تضر بالصحة وتزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل:
التدخين: يؤدي إلى تضيق الأوعية وتكون الجلطات، كما يقلل من نسبة الأكسجين في الدم.
الكحول: الإفراط فيه يرفع ضغط الدم، ويؤدي إلى اضطراب في ضربات القلب، ويزيد من خطر الجلطات.
المخدرات (مثل الكوكايين): تسبب تقلصاً حاداً في الأوعية الدموية، ما يرفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل كبير.
4. التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea)
غالباً ما يتم تجاهل هذه الحالة، لكنها تشكل عامل خطر مهم:
تسبب انخفاضاً متكرراً في مستوى الأكسجين أثناء النوم.
تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، الالتهابات، والإجهاد التأكسدي في الجسم.
من يعانون من السمنة أو الشخير أو يشعرون بالنعاس الشديد خلال النهار ينبغي أن يخضعوا للفحص الطبي.
5. التوتر، قلة النوم، وقلة النشاط البدني
إن نمط الحياة المجهد الذي يعيشه كثير من الموظفين والعاملين اليوم يمكن أن يؤدي إلى:
ارتفاع مستوى التوتر: يحفز إفراز هرمونات ترفع ضغط الدم، وتشجع سلوكيات غير صحية.
قلة النوم: تؤثر على توازن ضغط الدم، مستويات السكر، والوزن.
الكسل وقلة التمرين: يضعف الجسم ويزيد احتمالات السمنة، السكري، وارتفاع الضغط.
الوقاية من السكتة الدماغية
تبدأ الوقاية من السكتة الدماغية بتغيير نمط الحياة والعناية بالصحة العامة. وتشمل أساليب الوقاية ما يلي:
يساعد تناول الطعام الصحي، مثل: الخضروات، الفواكه، اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك، والأطعمة التي تحتوي على الدهون الصحية في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. كما يُنصح بتجنب الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة أو السكر الزائد لتحسين كفاءة عمل الأوعية الدموية.
1. تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة
2. ممارسة الرياضة بانتظام
تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في التحكم في الوزن، خفض ضغط الدم، وزيادة مستوى الكوليسترول الجيد (HDL) في الدم. ويُنصح بممارسة التمارين الهوائية (Aerobic exercise) لمدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع، أو 75 دقيقة من التمارين المكثفة أسبوعياً، بالإضافة إلى تمارين تقوية العضلات 2-3 مرات أسبوعياً.
3. الحفاظ على الوزن الصحي
الحفاظ على الوزن ضمن المعدل الطبيعي يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والأمراض المزمنة الأخرى. ويمكن استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتقييم الوزن، ويجب أن يتراوح بين 18.5 و24.9 كجم/م².
4. الفحص الصحي المنتظم
يساعد إجراء الفحوصات الصحية السنوية على اكتشاف عوامل الخطر في وقت مبكر واتخاذ خطوات وقائية. يُنصح بفحص ضغط الدم، مستوى السكر، ومستوى الدهون في الدم بانتظام. وفي حال وجود أي خلل، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
5. الإقلاع عن التدخين
الإقلاع عن التدخين يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. حتى لو كنت تدخن منذ فترة طويلة، فإن التوقف عن التدخين يمكن أن يُحسن صحتك بشكل ملحوظ.
6. الحد من تناول الكحول
إذا كنت ممن يتناول الكحول باستمرار، فإنه يُنصح بالاعتدال. بحيث يجب ألا يتجاوز أكثر من مشروبين في اليوم بالنسبة للرجال، أما النساء فلا يكون أكثر من مشروب واحد في اليوم.
7. إدارة التوتر والضغط النفسي
ابحث عن طرق لتقليل التوتر التي تناسبك، مثل: التأمل، اليوغا، أو ممارسة هواياتك المفضلة. فإدارة التوتر تساعد على تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، كما تحسّن من جودة الحياة.
إن الوقاية خير من العلاج. أن البدء في العناية بصحتك من اليوم سيساعدك في الحفاظ على جودة حياتك على المدى الطويل وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة، مثل: السكتة الدماغية. وبالنسبة لمن ينتمون إلى الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، فيمكنهم حجز موعد للاستشارة الطبية في مركز المخ والجهاز العصبي بمستشفى ويشتاني الدولي، إذ ستتم متابعة حالة المريض عن قرب من قبل الأطباء المختصين في أمراض الدماغ والجهاز العصبي، بالإضافة إلى وجود أحدث التقنيات والمعدات الطبية في المستشفى لتحسين جودة حياته.
