موقع الصدى
أدى ارتفاع سعر أونصة الذهب في السوق العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، مع تعزز التوجه لدى المستثمرين إلى الذهب كأداة تحوّط أساسية في مواجهة التضخم والتقلبات، إلى تأثر السوق السورية.
وأكد مدير عام الهيئة العامة لإدارة المعادن الثمينة في سوريا مصعب الأسود، أن السوق السوري للذهب يشهد استقراراً نسبياً، بفضل توافر كميات كبيرة من المعدن النفيس عبر الاستيراد النظامي من خلال مطاري دمشق وحلب، بعد منح الموافقات اللازمة لاستيراده بشكل يومي.
وأوضح أن هذا الاستقرار يسهم في تلبية الطلب المحلي دون أي نقص في الكميات.
وبين الأسود أن عملية تسعير الذهب تتم عبر لجنة مختصة تضم عدداً من خبراء الذهب من مختلف المحافظات، حيث تعقد اللجنة اجتماعاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي فور تحرّك سعر الأونصة في السوق العالمية، لتحديد الأسعار المحلية، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل العرض والطلب في السوق السوري.
وأشار الأسود، إلى أن سعر الذهب المحلي يتأثر مباشرة بالسعر العالمي، مع وجود هامش بسيط للتغيرات السعرية، حيث يمكن أن تتجاوز الأسعار المحلية السعر العالمي بدولار أو دولارين في حالات الطلب المرتفع، أو تتقارب معه في فترات انخفاض الطلب.
من جانبه، اعتبر الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور زكوان قريط، أن ارتفاع أسعار الذهب يعكس تحولات عميقة في المزاج الاستثماري العالمي، حيث يستعيد المعدن الأصفر مكانته كملاذ آمن للتحوّط ضد المخاطر.
وأوضح قريط أن المحركات الأساسية لأسعار الذهب تتوزع بين عوامل سياسية واقتصادية، أبرزها السياسات النقدية التوسعية التي تعتمدها البنوك المركزية الكبرى، ولا سيما تلك التي تتجه نحو خفض أسعار الفائدة، مبيناً أن هذه السياسات تقلل من جاذبية الأصول التقليدية كالسندات والأسهم، وتدفع بالمستثمرين إلى تفضيل الذهب كأصل مستقر نسبياً.
وبين شعبان، أن الذهب بدأ يستعيد مكانته التاريخية كملاذ آمن، في ظل استمرار التضخم وتزايد المخاوف من تباطؤ النمو وارتفاع احتمالات الركود في الاقتصادات الكبرى، لافتاً إلى أن السياسات النقدية التيسيرية، خاصة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ساهمت في تعزيز جاذبية الذهب كأداة تحوط موثوقة، سواء لدى المستثمرين الأفراد أو البنوك المركزية.
وسجل سعر أونصة الذهب في السوق العالمية في بداية العام الحالي 2800 دولار أميركي ليرتفع إلى أكثر من 4113 دولاراً.
