موقع الصدى
أقامت مديرية الثقافة في دمشق بالتعاون مع جمعية العادات الأصيلة بالمركز الثقافي في “أبو رمانة” ندوة لإحياء اللباس الدمشقي التراثي الذي يعد أحد العلامات الفارقة التي تميز بها السكان بأقمشته وتطريزاته وارتباطاته بدلالات عديدة، حيث احتوت الندوة على نماذج أصلية من الألبسة الدمشقية القديمة وأدوات صناعتها، كالحرير والبروكار والأغباني، مقدّمةً للزوار تجربة بصرية ملموسة.
وقد صرح رئيس مجلس إدارة الجمعية عدنان تنبكجي: إن اللباس الدمشقي ليس مجرد زي، بل رمز للشموخ والانتماء، حيث تسعى الجمعية لإعادة إحيائه بكامل تفاصيله ، ولا سيما الحرف المرتبطة بصناعته، من خلال دورات تدريبية للراغبين بتعلم أصولها، فضلاً عن تسليط الضوء على الأزياء والمأكولات الشعبية والأمثال القديمة وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية،
في حين تحدث منفذ الأزياء محمد سليم المظلوم، المتخصص بتصميم وتنفيذ الأزياء الفلكلورية والتاريخية، عن التنوع الكبير في الألبسة الدمشقية، موضحاً أن الخنجر والطربوش والمسبحة والعكاز كانت عناصر للزينة، تعبّر عن الهيبة والذوق، لافتاً إلى أن الأثرياء كانوا يرتدون البروكار والحرير وقماش “الصاية” وهو مزيج من الحرير فيه خيوط فضة وذهب.
من جهتها، بينت معاون وزير الثقافة لشؤون التراث والآثار لونا رجب أهمية المعرض كجزء من التوعية وإعادة إحياء الحرف التقليدية والتراث التقليدي للباس الدمشقي، واعتبرت أن الأغباني والأزياء التقليدية والبروكار والنسيج والبسط جزء من تراثنا الحي وتاريخنا وهويتنا الثقافية وليست مجرد زي تقليدي عادي.
وأضافت : إن الحرفيين كنوز حية نظراً لدقة عملهم وإتقانه، مؤكدة أنه تمت دعوة عدد منهم للمشاركة في عدد من المعارض الخارجية كمعرض بنان للحرف اليدوية في السعودية الذي سيقام بمشاركة 72 دولة، لإتاحة الفرصة لعرض منتجاتهم والترويج لها.
وفي تصريح لنائب رئيس الاتحاد العام للحرفيين أحمد عبيد قال: إن هذه المعارض تجسد روح وأصالة التراث الدمشقي القديم، وهي صلة وصل بيننا وبين الأجداد تحكي إبداعهم في نسج هذه الأزياء، لذلك يجب أن نكون مع الحرفيين خطوة بخطوة للنهوض بهذا التراث الجميل، انطلاقاً من أن إحياء هذا الإرث صناعة المستقبل.
وقد رافق المعرض ندوة فتح فيها المشاركون نافذة على الذاكرة الدمشقية، وأكدوا أن الألبسة الفلكلورية ليست مجرد أقمشة بل تاريخ مدينة وحكاية ارتباط بين الإنسان والمكان.
ويعود اللباس التراثي الدمشقي بشكله الحالي إلى القرنين 13 و 14 الميلاديين، عندما كانت دمشق مركزاً تجارياً وثقافياً مهماً في المنطقة، حيث ظهرت عليه تأثيرات من الحضارات التي مرت على المنطقة وتطورت عناصره وزخارفه لتكون تعبيراً عن الهوية الثقافية والاجتماعية لسكان المدينة عبر القرون، حيث أصبح أكثر زخرفة مع تبني تقنيات فنية وتقنيات نسج متقدمة.
متابعة حسناء هاشم
