الصدى.. نافذة سورية إلى العالم

ملتقى الحكاية السورية يسلط الضوء على ما خلفه النظام البائد

في فعاليات اليوم الأول من ملتقى الحكاية السورية، أقيمت ندوة حوارية بعنوان“الجذور التاريخية وإرث النظام في سوريا”، بإدارة شريف رجب في المكتبة الوطنية بدمشق حيث كان النقاش مركزاً على المراحل التي مر بها تاريخ الدولة السورية منذ الاستقلال وحتى فترة استبداد النظام البائد.

حيث تناولت أبرز ملامح الجمهورية العربية السورية بعد الاستقلال عام 1946، ودور الكتلة الوطنية في بناء الدولة، إضافة إلى مرحلة تعمق أجهزة الأمن وفرض الدولة الأمنية بعد وصول حزب البعث إلى السلطة.

وقد وضح رئيس اتحاد الكتّاب العرب أحمد جاسم الحسين أن ولادة الدولة السورية جاءت صعبةً عقب خروج العثمانيين، قبل أن تتعرض لتشويه هويتها الوطنية نتيجة سيطرة النظام الأمني، مؤكداً أن المرحلة الراهنة تشبه إلى حد كبير مرحلة التأسيس التي أتت عقب الاستقلال، وأن السوريين اليوم يتوجهون لبناء الدولة على أسس القانون والمواطنة.

كما شدد على أن قراءة التاريخ الوطني تكشف عن شخصيات مثلت كل السوريين، داعياً إلى صياغة سورية جديدة يشارك فيها المؤرخون والمثقفون والإقتصاديون والسياسيون، مع التركيز على دور الأدب على اعتبار أنه انعكاساً للحياة العامة.

لفت الكاتب والناشط السياسي الدكتور ياسر العيتي إلى أن الشخصية السورية تميزت بالقوة والمرونة بفعل الموقع الجغرافي والتنوع الثقافي، غير أن الاستبداد حال دون انطلاقتها الطبيعية، وبيّن أن حقبة البعث مثلت فصل الظلام في الحكاية السورية عبر قمع الحريات وتشويه المجتمع، فيما تشكل الحرية والكرامة الأساس لحماية الهوية الوطنية وتعزيز الحياة السياسية والاجتماعية.

وأكد العيتي أن الثورة السورية أطلقت مساراً جديداً، داعياً إلى مواجهة الإرث الثقافي السلبي الذي خلفته عقود الاستبداد، والعمل على بناء ثقافة سياسية تقوم على الحريات والتعددية، مؤكداً أن هذا الطريق يتطلب وقتاً لكنه يمثل الضمانة لبناء سوريا الجديدة.

أما عن فعاليات اليوم الثاني من الملتقى يقام اليوم الأربعاء ندوتان، الأولى بعنوان التهجير والشتات السوري، والثانية الوضع الجيوسياسي، بمشاركة شخصيات رسمية وأكاديمية.

المنشورات ذات الصلة